الاثنين، 14 أغسطس 2017

النسخة الجديدة منكـ أنت

يدرك من يعمل في المجال التقنى أهمية " النسخة الجديدة " لكل برنامج ، و أهمية وجود هذه النسخة الجديدة تكمن في الإستمرارية للبرنامج و تحسينه في أداء عمله بشكل مستمر. 

النسخة الأولى
 تكون تجريبية ، مليئة بالمشاكل التقنية التى يعمل على تحسينها المطورون بشكل مستمر كل حسب تخصصه الدقيق في مجال العمل ذاك. 

النسخة الثانية 
نسخة مختلفة قد تم تحسين الكثير فيها مما وجده المستخدمين للنسخة الأولى فيها الأداء يكون مختلف حسب المجال الذي يعمل فيه هذا التطبيق ، نسخة يمكن الإعتماد عليها بشكل أكبر.

النسخة الثالثة 
قد تكون المشاكل الفنية تم حلها  هنا و تم السيطرة عليها بشكل كبير ،هنا  يبداء المطور للبرنامج  بالإستماع لآراء المستخدمين و الزبائن لو يعمل عليها ليخرج بتطبيق أفضل مما كان مختلف بشكل كبير عن التطبيق الأول

النسخة الرابعة ... النسخة الخامسة ... النسخة السادسة ... النسخة الثامنة ... النسخة التاسعة ... النسخة العاشرة ... و تتوالى النسخ نسخة ورائ نسخة و كل نسخة تكون أفضل مما سبقها (في الغالب). 

يدفع المستفيدين من التطبيق من هذه النسخ المبالغ الطائلة للإستفادة من الخدمات الموجودة في هذا التطبيق لتسهل لهم القيام بمهام كثيرة.

 ماذا يحدث لو توقف تطوير هذه النسخ و توقف البرنامج عند نسخة معينة ؟ 

هنا يعلن قرب نهاية هذا التطبيق و يبداء مستواه بالهبوط التدريجي شيئا فشئ للأسفل إلى أن يصل للهاوية ، و يأتى يوم يستبدله المستخدمون ببرامج جديدة. 

***

إلى هنا الوضع تقنى و لكن كيف لو كانت النسخة بشرية بحته ؟ لو رأينا أنفسنا كتطبيق كيف سيكون الوضع؟ 

***

الوضع مثلما كان عليه أعلاه ، نحن لا نولد مزودين بالعلم و المعرفة و نولد بمخزون بسيط من المعرفة و الحكمة ، تستمر الحياة بتعليمنا ما دمنا نرغب في التعلم منها و تعزز من خبرتنا في الحياة شيئا فشي. 

لكن هل نستمع فقط للحياة فقط و نرمى الحبل لغيرنا ليسحبنا حيث يريد أم نأخذ بناصية المعرفة بنفسنا ؟ لا بد لنا أن ندرك ما نريده من هذه الحياة و لا بد لنا أن نطور من نفسنا وفق لتوجهنا و للمسار الذي أخترناه في هذه الحياه ، التوقف يعنى جمود و الجمود خمود ، سترمى الحياة بالسمكة الخاملة على شاطئ الفشل. 

الحياة كريمة و ستدفع لنا بسخاء أكبر من كل مطورين البرامج ما دامت النسخة الجديدة لنا مختلفة و ما دمنا نعمل على التحسين من نسختنا الشخصية بشكل مستمر . 

لنأخذ بناصية أنفسنا و نسعى للمجد ، الحياة تكافئ من يعرف كيف يلعب اللعبة الصحيحة في الوقت المناسب و تكافئ الشخص المستعد دائما الشخص العامل و ليس الشخص الخامل. 

ليكون اليوم بداية للـ النسخة الجديدة من أنفسنا. 


* هذا المقال إهداء لأبو جمال  





هناك تعليق واحد:

  1. أهلا و سهلا
    نقدّر لك إثراءك للتدوين حرفا و فكرا
    و ندعوك لزيارة موقعنا للتفاعل و المتابعة
    https://sociopoliticarabsite.wordpress.com/
    شكرا

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.