الاثنين، 12 ديسمبر 2011

شوارع حمراء





كانو متأخرين خارجون لمآربهم و لكلياتهم طلاب في عمر الزهور طلاب في ربيع عمرهم شباب ، صار و قدر الله ما صار توفى الأول مباشرة و لحقه الآخر بعد أربعة أيام ، رحمكم الله و غفر لكم و تجاوز عنكم و حفظ شباب هذا البلد بإذن الله تعالى .




في اليوم الذي يليه كذلك كان هناك موت على الطرقات من رجل في منتصف العمر ربما في نهاية الأربعينات و مقتبل الخمسينات ، موت من حادث سير آخر ، خلف أطفال خلفه و ترك الدنيا بلا رجعه رحمه الله و غفر له .





قال " شيعناهم .. دفناهم خمسة أشخاص من قرية واحدة والطفلة ريم ستسال أمها كثيرا الليلة قبل أن تنام عن حضن بيها " رضا أحمد





هناك خمسة و هما إثنين و تبعهم ثالث ، و في مكان آخر عائلة بأكملها رجالآ نساء و تستمر المآسي و الحكومة تحسب الحالآت دون إيجاد حلول جذرية للموت على الطرقات ، هذه الشوارع أصبحت حمراء من الدماء التى تشربتها ، دماء طاهرة كانت تستشعر الحياه و تطلبها ، دماء كتب لها الموت بهذه الطريقة فرحمك الله يا تلك الأرواح .




رحم الله كل الأرواح الطاهرة ، و كل الأرواح الأخرى التى ستذهب تباعا بعد هذه التدوينة من شرور الشوارع ، لآ أريد أن أنقل هذه التدوينة للجانب العلمي و الإحصائي الذي سيبين لنا أرقام مخيفة جدا للوفيات في البلد جراء الحوادث ، لا بد أن نعرف جذور المشكلة و نوجد حلول لها ، مهما كانت الحلول شديدة على المواطن لآ بد له من تطبيقها ، بالتأكيد أسباب الحوادث كثيرة كذلك و منها بشرية و تخطيطية ، و تصميم الشوارع يدخل في نفس المسار و نفسية السائق و ... الخ




الحديث عن الحوادث لا ينتهى بتاتا في بلدنا ، و الوفيات منه لا تتوقف ... أجلس مع نفسى و أفكر كثيرا في مثل هذه الأمور و أفكر لإيجاد حل لها فماذا لو كنت ؟




أبعد الله الشرو عم كل من يقراء هذه التدوينة و كل من لم يقرائها كذلك و لكن تخيل ماذا لو كنت ؟ ضع نفسك في التخيل التالى و ماذا لو كنت ؟




ماذا لو كنت ( أب ) للمتوفى من حادث مركبة



ماذا لو كنت ( أخ ) للمتوفى من حادث مركبة ؟



ماذا لو كنت ( عم ) للمتوفى من حادث مركبة ؟



ماذا لو كنت ( خال ) للمتوفى من حادث مركبة ؟



ماذا لو كنت ( نسيب ) للمتوفى من حادث مركبة ؟





ماذا لو كنت و ماذا لو كنت ؟




المتوفون الذين تركونا ذهبو و أخذو جزء من أرواحنا و جزء من سعادتنا معهم ، علقونا بالفكر ، بالتأكيد الحياة من بعدهم أختلفت لنا و لكل من يمت لهم بصلة ، ماذا لو كان هؤلاء يمتون لك بصلة ؟ كيف ستكون الحياه من بعدهم ؟ يذهبون و يخلفون من ورائهم آباء و آمهات و أطفال و زوجات ، يتيتم الأطفال و تترمل الزوجات و يختلف المجتمع برحيلهم و تضهر الإشكاليات الإجتماعية ، فتخيل معى اليوم ماذا لو كنت قبل أن تشغل محرك سيارتك ، تخيل ماذا لو كنت ، اليوم هم و لربما نحن غدا و الله أعلم ، خذ إحتياطاتك الكاملة و تحزم بحزام الأمان فليس عيبا أن تضعه و تخيل أن هناك عائلة لا تريدك أن تغيب عنها للأبد ، تخيل هذا الشئ.




رغم كل الملايين التى تصرف على البنية التحتية و بالذات الشوارع و المناقصات التى نسمعها تقام دوما في البلد إلا أن كل هذا لا يعود على أرض الواقع بشئ ملموس لا زالت الحوادث تتكرر بطريقة أو بأخرى في أرجاء ، العمر الإفتراضي في الدول المتقدمة يصل إلى 60 سنة أما في عمان فالعمر الإفتراضي يعتمد على عدة متغيرات و هي :



المكان الذي تعيش فيه ( طبيعة المكان ) و نوعية الشوارع التىتوصلك لهذا المكان ، نفسيتك و حالتك العامة عند قيادتك للسيارة ، تصميم الشارع الذي تستعمله دوما ، نوعية السيارة التى تقودها و عمر إطاراتها ، عدد الراكبين معك في السيارة و مدى تأثيرهم على نفسية السائق ، مدى الإزدحام في الشوارع التى تعيش بالقرب منها و كل ما يخص المركبات و السيارات يؤثر بطريقة أو بأخرى بعمرك الإفتراضي .



فلنبداء بمحاربة هذا السيل الجارف الذي يغير لون الإسفلت للون الأحمر محاربة شعواء ، فلنبداء من اليوم ، أبداء بنفسك و بعائلتك أربط حزام الأمان و تأكد من صلاحية مركبتك و من نفسيتك عندما تستعمل المركبة ، قد بحذر و تجنب القيادة في وقت الإرهاق ، إن كنت متعبا توقف على جنب و خذ لك قسط من الراحة ( ما عيب يا أخوان و أنا دايما أسويها ) ، لا تحمل السيارة بمجموعة كبيرة من الأطفال علشان ما تنفجر ، حول دائما أن تستعمل النظارة ( إن كنت ضعيف النظر ، لا تكابر و تعاند و تماري في قيادتك للمركبات و تعصب في الشارع ، دعونا نبداء اليوم و نوقف هذا السيل الأحمر ، دعونا نبداء .



___________________________________



بعد كتابة هذه التدوينة توفى 6 أشخاص في حادث واحد ، و تلاهم أربعة أشخاص في حادث آخر و وفيات فردية كثيرة متوزعة على البلد .



هل تعلم : في الفترة من 2000 إلى 2010 بلغ عد شهداء فلسطين 6435 شهيد بينما بلغ عدد وفيات الحواث في سلطنة عمان 7676 أي أن المتوفون جراء الحوادث يزيدون عن المتوفون في فلسطين بمقدار 1241 شخص !

الخميس، 8 ديسمبر 2011

بشار يشعل النار !

بشار يصرح : من يقتل شعبه مجنون ! ! !

و من الجنون ما قتل
http://www.youtube.com/watch?v=FEav4VgwfqU

في هذا الزمن تنقلب موازين العقل فلا يعود يميز بين العاقل و المجنون !


***


تم إستدعاء الأطفال الطلاب و تم تعذيبهم أشد العذاب و التنكيل بهم ! من كتب منكم ؟ من قال منكم ؟ جاك الدور يا دكتور ! دور ماذا هذا الدور ؟ هو ليس بممثل ليأخذ دورا ! جاك الدور يا دكتور ! جاك جاك !
تجمع شيوخ القبائل و توسطو لإخراج هؤلاء و لكن لا جدوى و ضرب بهم عرض الحائط خرجت الثورة من لدن أطفال ، خرجت الثورة عفوية لا تقليدية ، ليست تقليد للغير بل نتيجه قهر و كبت تراكمية !
***
حكى لى الحديث أعلاه رجل في منتهى الأدب و دماثة الخلق ( سوري متغرب عن بلده بجنسية دولة غربية ) أخوه قتل ظلما في سوريا ، في صحن الكعبة الشريفة في رمضان المنصرم و قال أنه محكوم عليه إعدام منذ سنين طويلة و أنه لم يهاجر لبلده منذ أن تركها من 30 سنة و رفع يده و هو مواجها الكعبة و دعى الله أن تتحرر سوريا من الظلم و الظالمين ، دعى لسوريا و للسوريين ! قسم بالله أنى أحببت ذلك الرجل حبا جما ( لربما أكثر من المال )!
***
حكى عن أساليب التعذيب و عن أساليب القمع و الترهيب ، عما يفعله الجنود في سوريا ، عن سوريا الفتية و عن شعبها الفتى المناضل الصامت الذي يعمل بجهد جهيد أكثر من غيره و لا يشتكى إلا قليل ، حكى عن شعب يريد قليلا من الحرية و الكرامة ، شعب يطلب العيش الكريم ، و أخوه سوريون آخرون كانو موجودين حكو لى الشئ الرهيب جدا و الذى ( ما بينحكى هونيه ) عن التاريخ السورى و القمع في سوريا !


***
يقتلون القتيل و كل من يمشى في جنازته ، و يقتلون كل من لا يقتل شعبه من الجنود الأحرار و يرفضون كل المبادرات العربية و يكتمون على الإعلام و يدعون و يراوغون كذبا و بهتانا و يسجنون و يقتلون و ينهبون و يغتصبون و يعملون ما لا يعمل ، هذا فعل مجانيين أم عقلاء .

جاء الدور


للدكتور


جاء الدور


جاء الدور

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

في الليل

في الليل تنتشى الأقلام تتعذب الحروف في الليل يتوقف الكلام تصمت الألوف في الليل هذا عاشق ذلك ملهوف في الليل حديث هامس غير مألوف في الليل ظلام دامس يعمي العيون في الليل ظلم قهر عتب سهر في الليل مراهق عابث يغنى بجنون في الليل ضوء خافت غير ملحوظ في الليل حياه أخرى مجهوله لليل مآسي لليل آفراح يذهب الليل و يأتى الصباح

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الجريمة و العقاب الجزء الأول لدوستويفسكى

قراءة في كتاب الجريمة و العقاب الجزء الأول دوستويفسكي " ما أبشع الحياه من دون أمل أو رجاء ، إنى أعيش خائفا على مستقبلى ... لست أدري يا أخي إن كان يوم سيأتى ، إن عاجلا أم آجلا أتحرر فيه من أفكاري السوداء ، و من كآبتى ... أتعرف يا أخي ، أتمنى لو كنت مجنونا " دوستويفسكي الكاتب : فيدور ميخائيلوفيتش دوستويفسكي ، كاتب روسي شكل هو و تورجينيف و تولستوي مثلث القصة الروسية في القرن ١٩ ، قال عنه الناقد الروسي ميرياجوفسكي أنه يشكل مع شكسبير و جبران خليل جبران مثلث عمالقة الأدب العالمي ، ولد عام ١٨٢١ ميلادي في مستشفى الفقراء في موسكو لعائلة فقيرة معدمه لأب يعمل طبيبا في الجيش ثم في مستشفى الفقراء ، غلب على أسرته تسلط الأب و شراسته على أبنائه ، أحتك الكاتب مع عوالم مختلفه أولها مجتمع مستشفى الفقراء الذي كان والده يعمل فيه ، كان محبا للقراءة و الكتابه ، عكس معاناته في الحياه على كتاباته و أدبه بصورة أدبية رائعة ، مات آباه على يد أحد الفلاحين الذين يعملونةفي أرضه ، لم يحزن لهذا الموت و جاء هذا على لسان أحد شخصياته الروائية حين قال " و من منا لا يتمنى موت أبيه )) ، عاش حياه ظنك بسبب بخل أبوه ٌ، دوستويفسكى حول قلقه و جنونه إلى إبداع ، حول مشاعره و تجاربه الحياتيه لأدب رفيع المستوى . شارك في حركة تراشيفسكي الثورية الداعية لتحرير روسيل من القيصرية ، للقضاء على الفقر في بلده : " إن هؤلاء الفقراء البائسين هم بشر مثلهم مثل أولئك الأثرياء اللاهثين وراء إشباع الملذات و الموغلين في إنكار حق غيرهم في العيش الكريم " دوستويفسكي . تم أعتقاله نتيجه نشاطاته و حكم عليه بالسجن رميا بالرصاص ، جرت كل مراسم الإعدام و قبل الإعدام بقليل عفا عنهم القيصر و تم إستبدال حكم الإعدام بالأسغال الشاقة لمدة تسع سنوات ، أطلق سراحه بعد أربع سنوات ليتطوع أن يكون جنديا ثم يرقى لضابط ، كتب بأسماء مُستعارة في هذه الفترة ، و أستقال بعد ذلك ليؤسس مجلة أدبية ، يموت أخوه و زوجته و تتراكم عليه الديون ثم يهاجذ لأوربا و يكتب عن روسيا إلى أن يتوفى فى روسيا . الكتاب : الجريمة و العقاب الجزء الأول ، ترجمه عن الروسيه د. شوقى حداد ، نشره دار الخيال للطباعة و النشر و التوزيع - بيروت لبنات ، الطبعة الأولى ٢٠١٠ . يتكون الكتاب من جزئين الجزء الأول ذو السبع فصول و الجزء الثاني ذو الست فصول . قراءة: راسكولينيكوف طالب فقير يعيش في أحد أحياء بطرسبورغ في غرفة بالية مستأجرة من إمراءة تطالبه دوما بسداد إيجار مسكنه الذى يتهرب من دفعه نتيجه لعوزه المدقع و لضيق حاله ، تختلف طرق الحياه و البشر الذين يلتقيهم راسكولينكوف و كثيرا ما يقارن بينهم و بين نفسه و يحدث نفسه كثيرا عن فاقته و كيفيه إيجاد منفذ للهرب من هذه الفاقة ، يبداء راسكولينكوف بالتعامل مع عجوز مرابية تدعى أليونا إيفانوفا ، يقوم برهنها بعض حاجياته و منها ساعه والده الفضية لقاء مبلغ من المال . يسكر راسكولينكوف من حين لآخر ، يتعرف على رجل يدعى مارميلادوف ، يتشاكى الهموم معه و يكتشف أنه موظف معدم متزوج و له بنت من زوجته السابقة و أبناء لزوجته الحالية يرعاهمز، يحكى الحال لراسكولينكوف و يشكى له الحياه و ظنكها التى دفعت بإبنته سونيا لاحقا أن تصبح عاهره لتغطى إحتياجات الأسره ، يحى له حياته مع زوجته كاترين إيفانوفا و يحى له حبه لأبنائه و رغبته في تعليمهم تعليما جبدا و تأديبهم ، كل هذه الأماتى يقتلها الأب نتيجه إدمانه على الخمره و صرف كل نقوده عليها ، تكره زوجته تصرفاته ، و تكره عيشتها التعيسه معه و لكنها إمرأه أتت من بيئه ثريه ، تصابر لتربى أبنائها ، يعود راسكولينكوف ليوصل مارميلادوف للسكن و ليتوسط له بالدخول مع زوجته ! " هيا يا فتى ... لقد كنت قاسيا في حكمك ، إذ لو لم يكن الإنسان في حقيقته نذلا أو بالأحرى لو لم تكن النذاله من صفات الإنسانية لمان معنى ذلكةأن كل ما في الوجود ليس إلا أوهاما ... و لا شك أنها كذلك ". دوستويفسكى . يعود لغرفته مخمورا ليستيقظ في اليوم التالى متأخرا بمزاج غير جيد جائعا كارها لمكان سكنته البالى مهملا لنفسه مقطوعا الطعام عنه لعدم دفعه للإيجار ، تترحم عليه الخادمه ناستاسيا و تقدم له كسرات من الطعام و قليلا من الشاي ، تزعجه المؤجره بطلبها المُلح للإيجار و تهدده بشكوته للشرطة ، و يوعدها بدفع مستحقاته من المال . يستلم رسالع من والدته بولشيريا راسكولينكوف و يتوحد في قراءة الرساله ، و يفتح الرساله بكل شوق ليقراء ما خطته والدته ، لتبداء والدته بسرد تفاصيل كثيره عن حياتها هى و إبنتها دونيا ، التى كانت تعمل مع أسرة آل سفيدريكالوف ، تم طرد الأخت عندما أكتشفت الزوجة مارتا بيتروفنا أن زوجها يتحرش بدونيا ، فضحت الزوجة دونيا في كل الأحيا و أتهمتها بالخيانة و بالتحرش بزوجها ، عانت دونيا كثيرا من هذه التهم إلى أن أثبت الزوج. أنه كان يتحرش بدونيا و لكنها كانت تنأى عنه و تتهرب ، أشهرت الزوجه خطأ زوجها و برأت دونيا ، لتعود سيرتها نظيفه مرة أخرى بعد أن عانت الكثير من المقاطعه و التهمه بالعهر و غيرها من التهم من المجتمع ، دونيا عانت الكثير من آل سفيدريكايلوف ، و تمة تبرئتها و نتيجة لذلك أعجب بها بيير بيتروفيتش لوجين أحد أقربا الزوجة و تمت الموافقة المبدئية على هذه الخطبه ، حيث أن الرجل مييسور و يعمل في القضاء سيعينك يا راسكولينكوف في عملك و ستتم الزياره قريبا لك في بطسبورغ من دونيا و الوالدة و سيسبقهم خطيب دونيا . يتأثر راسكولينكوف بهذه الرساله كثيرا و تؤثر به كلمات والدته و يصطدم بوقائع كثيره و يعارض زواج أخته من خطيبها ، لأنه يعتقد أنها بهذا الزواج ستضحى بحياتها لتسعده كيف يتم هذا الزواج بدون موافقته ؟ ، يضمر في رأسه أفكار كثيره و يستشعر مشاعر حزن و غضب و حنقه و يفكر كثيرا في نفسه و في حاله و حياته و كيفيه الخروج من هذا الواقع الذى هو و كيفيه العيش دون اللجوء لخطيب أخته ، و يقرر أن هذا الزواج لن يكون ، لن يترك أخته تضحى بنفسها له ، يتذكر تلك العجوز المرابيه و أحاديث بعض الشبان عنها ، يدافع عن شابه في أحدى الشوارع ، يرشى شركى ليُبعد عابث عن الفتاه ذو السته عشر ربيعا ، يبخث عن صديقه الجامعى رازوميخين ليجد له عمل ، يغريه صديقه بالعمل في الترجمه و يتردد هو . " في حالات المرض تتميز الأحلام بشدة خارقة و بروز قوي و تتشابه كثيرا مع الواقع .. قد تكون اللوحة بمجموعها عجيبة و شاذة و لكن تسلل الصور و الإطار العام يكونان في الوقت ذاته على درجة من المعقولية و يشتملان على تفاصيل دقيقة جدا " . دوستويفسكي. بتدأت تختمر أفكار غريبة في رأس راسكولينكوف و بدأ بالتخطيط لشئ ما ، أزعجه التفكير و تردد فيه جدا جدا ، حلم حلما مزعجا ، حلم مختلفا لرجل يُعذب حصانا و يقتله أمام الناس بأدوات بدائية ، أخافه الحلم جدا و لكنه أختلط مع أفكاره السابقة و تخطيطاته ، إنعكس الحلم على نفسيته و أفكاره و تخطيطاته . بدأ يقنع نفسه بتخطيطه و أفكاره الجنونية التى يريد أن ينفذها شيئا فشى و يفكر في الأدوات التى سوف يستخدمهن في خطته و طريقة تنفيذ الخطة و أنسب وقت لها و ما الذي سيرهنه نهاية مع العجوز المرابية و بدأ يزداد وحشية شيئا فشئ ، إلى أن قرر تنفيذ الخطة ، نعم قرر و نفذ مباشرة قتل العجوز المرابية ليسلبها و بالمصادفة أختها كانت موجودة و قتلها هى الأخرى ، قتلهن بالفأس ليسرق أشياء بسيطة وجدها و أرتبك و لم يستطيع البحث عن بقية النقود و هرب! نعم تختلف حياة راسكولينكوف عما كانت عليه ، و يقوم بجريمته التى خطط لها و التى لم تعود عليه بالنفع المادي الكبير ، يدخل في صراع نفسى مع ذاته و يصاب بحمى رهيبة نتيجة قلقه و تفكيره ، نفسيته تختلف و تفكيره كذلك ، يخاف من الشرطة و يشكك في كل شئ ، يستدعى صديقه رازوميخين دكتورا ليساعده شيئل فشئ على التعافي ، يتعافى قليلا تاتى أمه و أخته لزيارته و يصدمن من حالته الصحيه و العقليه ، يتم التشكيك بصحته العقلية كثيرا و لكن طبيبه يتفائل بعودته لحالته الطبيعية ، في حين غفله و تهافى يهرب لسويعات من البيت ليواجه حاله دهس لصاحبه السابق مارميلادوف و يفجع بوفاته ، يساعد أهله في المصاريف و تشكره زوجه المتوفى و تعرف إبنه المتوفى " سونيا " ، بما قام به و تشكره بطريقتها ، يبدأ بإستكشاف العالم و يبدأ الشرطه بملاحقته بطريقة غير مباشرة حين يستدرجونه في الحديث خصوصا الشرطيين بورفير و زاميتوف الذي يدخل معه في جدال ، يصدم في نهاية الجزء الأول بتقرب رجل غريب منه يعرف تفاصيل الجريمة ! أحداث كثيرة جدا و حبكات أكثر توجد في الرواية يدخل في عوالم عده و في تفكير النفس البشرية و في أعماقها و جدلياتها ! نهاية القراءة في الجزء الأول

السبت، 26 نوفمبر 2011

أنا أدون ... أنا موجود (2) التدوين كأسلوب حياة



نكتب لأننا نريد من الجرح أن يظل حيا و مفتوحا .. نكتب لأن الكائن الذي نحب ترك العتبه و خرج و نحن لم نقل له بعد ما كنا نشتهى قوله ، نكتب بكل بساطة لأننا لا تعرف كيف نكره الآخرين ، و لربما لأننا لا تعرف أن نقول شئ آخر " .



واسينى الأعرج


كتبت و دونت ما كتبته في قصاصات ورقيه و خبئتها خوفا من أن يقرائها الغير ، كتب و دونت منذ أن فقهت الكتابه ، أعتبر الكتابه أسلوب يودى بي للراحة ، للتعبير ، للهروب من المكشله ، للإنزواء بعيدا و التوحد مع القلم الذي ما عدت أعرفه منذ أن تغيرت كتاباتنا من الورق ليكون كل شئ إلكترونيا .


" عجزت عن إيجاد الدفتر الذي أكتب فيه يوميات مهمه من حياتي و أسطرها بقلمي الدامي باللون الأحمر و الذي وجدته مرميا في صالتنا ، بينما كان هذا الدفتر" الصورة أعلاه " لحسابات الخادمة التى توقع بعد كل إستلام لراتبها و الذي وجدت فيه تواقيع من شهر 9 - 1990 ، ياه كم كنت طفلا حينها عندما كانت هذه الخادمة " فاطمة " تعمل في بيتنا .



إقتباس من دفتر مذكراتي كتبته بتاريخ 9 - 2 - 2006 م الساعة 4 صباحا .


أنا أدون أنا موجود


الكتابة كأسلوب للحياة و للتمعن و التفريغ، الكتابة للتفكر و للتدبر و للتعقل و للتعلم لتنمية العقول و لشرح الأفكار و الآراء ، الكتابة و التدوين كأسلوب لحياة معرفية و بحثية الكتابة كأسلوب للرقي و للتقدم ، الكتابة للتفريغ الداخلى و لترتيب الأوراق و تنسيق الحياة و بحث عن المسارات التى سار فيها غيرنا ، الكتابة ليدرك الآخرون كيف كنا مثلما أدركناهم ، الكتابة للحياة بطريقة مختلفة ، الكتابة لشرح مجريات هذه الحياه ، الكتابة للسرد البحت ، الكتابة لنشر المعرفة و دحر الجهل ، الكتابة للحاجة الملحة من القارى ، الكتابة كأسلوب حياة .


أنا أدون أنا موجود


حمد لله على هذا التطور العجيب في التقنيه ، التى تساعدنا يوما بعد يوم على تطوير أمور حياتنا و تيسيرها ، هنا في هذه المدونة التى سميتها بـــ الملبق سأصب بجام كتاباتى و بخليط من تشاعر و فكر و أدب و سياسة ، هي محاوله لإدراك الواقع الذي يكون حولى و طريقه للتعبير عن رأي و طريقة لكى أرتاح و أقول : أنا أدون أنا موجود


الخروج من الأزمنة و الإنتماء لعوالم الفكر و التغذية الفكرية و التغذية النقاشية ( الحوارية ) ، و التدوين كتفريغ وجداني لثقافات عديدة و التدوين للراحة و للتحرر من قيود و تكبيلات كثيرة ، التدوين للتدوين و للتفريغ و للكتابة .


أنا أدون ... أنا موجود


سأكون موجودا في هذا الفضاء ، هذا فضائي ، هذا عالمي و لكنه لن يكون لي وحدي ، سأشارككم به .

الأحد، 20 نوفمبر 2011

يوم للطفل

يُقال أن اليوم يوم الطفل العالمي ما أدرى الأطفال بأيامهم ؟؟ هل يعدوها ؟ أم يتركوها تمشي بطون حساب ؟ حين كُنا أطفال كنا نريد الإسراع من عجلة الزمن لكي نكبر ... عند تساؤلنا ببراءة و عند إستفسارنا عندما يعجز الكبار عن إجابتنا يقولون : أنت صغير ... عندما تكبُر ستعرف و تتعلم كبرنا ... و كبرنا ... و كبرنا و عرفنا و ياليتنا لم نعرف علمنا و تعلمنا ما كُنا نجهله و تأدبنا و أدركنا كم تعب آبائنا بتربيتنا لنكون ما صرنا كبار يريدون أن يرجعو صغار و الصغار يحلمون بالكبر و الكبر آت لهم لا محاله و الصغر ... ذهب و لن يعد

الأحد، 13 نوفمبر 2011

جسد واهن للمجتمع ... إن الكلام محرم






المجتمع جسد أصم أعمى أبكم ، لا يسمع و لا يرى و لا يتكلم ، صامت جدا ، يخنق عبراته و تأوهاته ، يريدونه أن ينبض نبضا واحدا و لكنهم لا يدركون أن هذا القلب الذي ينبض به المجتمع قلب واهن جدا مريض بأمراض عُضال يحتاج لإعادة تأهل و عدد ليس بالقليل من العمليات و إعادة الأدلجة ليعاود النبوض مرة أخرى ، و يُحيي جسد هذا المجتمع المريض .

هى إمرأة حالمة عاشقة عشقت شاب به مُميزات جيدة من الجمال الذي تتوسمه المرأة في الرجل ، في فارس الأحلام الذي تُريده ، عشقته و هل العشق مُصيبه ؟ شاءت أقدارها أن تكون مُعلمة في إحدى المناطق النائية في جسد هذا الوطن المتداعي تواصلت مع عشيقها مرات و مرات و عرف منها ما عرف هي كذلك ، واعدها و أدرك أن معها نساء أُخريات ، جاء هُو و أصحابه غدرو بها و بزميلاتها ، أنتحرت أحداهن و تطلقت المتزوجة و البقية إعتزلهن الرجال و وصمن بالعار في جسد هذا المجتمع .

هُو رجل نشاء بين أطفال هذا المجتمع و خرج من رحمه تربى مثلما تربى أقرانه في الحي ، عند بلوغه تعلق بمجموعة شبان و تعاطى أنواع المخدرات ، تزوج و أنجب ، تم قبضه من قبل الشرطة بتهمة تعاطي المخدرات ، حكم عليه بالسُجن ، سجن و حينما تم العفو عنه و عن مجموعة أخرى من أصحابه السجناء خرج مشتاقا للمخدرات و جرعة زائدة كانت كفيلة بقتله و ترميل زوجته و تيتيم إبنه .

هي إمرأة فاتنة غانية ، في مقتبل العمر ذات جمال آخاذ و عيون آسرة تفتن من الرجال من لا يفتن ، سيدة أعمال لا يستعصى عليها أي شئ في العمل تخدم من لا يخدم و تأكل من حيث لا يطعم الآخرون ، يكون لها نصيب من كل الكعك الموزع على الموائد النهمة ، كل المواضيع التى نساها الدهر تخلصها في أسرع الأوقات ، نافذة نفوذ قوى لا يتنفذ به أي رجل ، تعرف من أي تؤكل أكتاف الرجال ، و تمتهن عند الحاجة لعبة تلعبها النساء الغوانى وحدهن ، لعبة مشهورة منذ القدم مخصصة للنساء فقط و يطلبها الرجال و ذلك لتخليص أمور لا تتخلص .

هو شاب طموح تخرج من كليته بمعدل ليس بالبسيط إنتضر الوظيفة أيما إنتضار و تم قبوله بعد أن توسط له أحد جيرانه النافذين في مكان نافذه ، لهذا المكان مشاريع كثيرة تتوزع حول البلد ، أخلص بادئ الأمر في عمله و إنتضر الترقية ، و لكن فاتته الترقية ، فاتته و لكنها رست عند زملائه الذين يعرفون و يمتهنون مهنة التملق عند المدير و نقل الأحاديث المؤلفة من قبلهم ، أصابه حنق شديد من حاله و إنحدر لمسار آخر في تعامله مع الشركات العاملة ، إمتلئت جيوبه و تغيرت سيارته التى يركبها و الممتلكات التى يمتلكها و الخدم الذين يخدمونه كل هذا كان بمقابل يعرفه هو و تطلبه الشركات منه و النتيجة كانت مشروع غير مكتمل و إن إكتمل جودته تكون أقل من المطلوب .

هم أطفال تتوزع أعمارهم من حديثي الولادة لبداية المراهقة ، ينتمون إنتماء لجسد هذا المجتمع ، يطلقون على كل الرجال لقب " بابا " و كل النساء لقب " ماما " لا يعرفون من الأبوة و الأمومة أي شئ و لكنهم يدركون أن آبائهم عاقين بهم أشد العقوق ، يظمرون في خواطرهم حقد كثير و حنق و كره ، كانو نتيجة علاقة عابرة في لحظة حيوانية إنتشى فيها والديهم و كان نتاج نشوتهم هؤلاء الأطفال الذين تعددت أماكن وجودهم بين قمامة و مستشفى و مسجد و شارع و سكة و مدرسة ، هم متأكدون أنهم سيكونون منبوذين في هذا المجتمع الذي لا يرحم و سيعيشون تحت مسمى " الغبن فلان " .

هو و هي و هم و هؤلاء كلهم أجزاء من جسد المجتمع الوهن ، أجزاء وجدت و تكررت يوما بعد يوم أجزاء لم تجد من يوجهها و لم تجد من يحاسبها ، أجزاء لم تجد من يتحدث عنها و ينقل الصورة الحقيقة لهم ، أجزاء ظالمة و أجزاء مظلومة أجزاء متهالكة و هالكة ، هذه الأجزاء تبكى على باب الرقابة و تطلب الرقابة أن تحاسبها ، من لم يحاسب نفسه هنا لن يحاسبه أحد ، من لم يغير من ذاته لن يغيره أحد لا يوجد ناشر معتمد لهذه الأحداث ناشر يوثق به ، ناشر لا يخشى النشر ، ناشر يدرك أنه من نشره يسعى لخيرة المجتمع ناشر ينقل لنا الواقع كما هو و يكون محايدا في نشره ، ناشر ينفعنا و يزيد من الرقابة الذاتية للمجتمع و يدرك أن هناك من يراقب و سينشر ما يرى من خطأ ، ناشر يدحض المقولة المشهورة " من أمن العقوبة أساء الأدب " .

للمجتمع وجه خفى عن الوجه الذي تعودنا عليه و عن الصورة الأفلاطونية التى خلقها لها لنا الإعلام في عقولنامن الأزل ، ديباجة المنشورات و المرئيات تعودنا عليها من الصغر و لا وزالت تتكرر و سوف تتكرر مرار و مرار، كلما تعمقت في هذا المجتمع خلع قناعه و أظهر الوجه الخفى منه و الجانب الغامض ، الإعلام سيف بأحدية كثيرة أين ما تضع حدائك ستجده ، نريد من هذا الإعلام أن ينصف جسد المجتمع الواهن و أن يصلح منه و يبدأ بأدلجة ما يستطيع أدلجته للحاجة .

وحدهم المتوحدون في أبراجهم العاجية النائين بأنفسهم بعيدا عن هموم الوطن ، المتنعمون بأطايب الطعام و الشراب ، المتفردون بأيدي السلطة و القرار ، الذين يأمرون و لا يؤمرون ، الذين يأخذون و لا يُعطون ، الذين يحكمون و لا يعدلون ، المترفعين نسبا و صهرا ، المغايريين لتفكير هذا المجتمع و الذين لا يعرفون الصورة الحقيقية للمجتمع ، المتفاخرين بكل زائل و الفرحين لكل مصيبة و الساعين لكتم الأصوات المتحدثة الساعية التى تريد أن تغير من وهن هذا المجتمع و تحاسب من لا يحاسب ، القامعين أشد القمع لجسد المجتمع ، الذين يخنقون الحناجر المتحدثة بأصابع القمع .

توئد قضايا كثيرة في مقابر التغييب المعرفي و لا يدري عنها إلا أصحابها و تتكرر هذا القضايا يوم بعد يوم دون العمل على حلها من جهات الإختصاص و سوء إدراك المجتمع لهذه القضايا ، القضايا مخفية مستورة مجهولة ، سيقمع أشد القمع من تحدث عنها و يزج به في ترهات التغييب .

من المسؤول عن إضهار حقائق هذا المجتمع ؟ من المسؤول عن نصرة المظلوم و محاربة وهن المجتمع ؟ من المسؤول عن تبصير المجتمع بالصوره الحقيقية المخفية و الوجه الآخر له ؟ من المسؤل بالقيام بالدور التوعوى و التثقيفي للمجتمع و توعية الناس ؟ من هو لسان المجتمع و صوته الغير مخنوق و ناقل صوره في كل قنوات و طبقات المجتمع ؟ من و من و من ؟؟؟

نسيت بيت الشعرالذي عاود الولوج في رائسي الآن ، البيت القائل :
يا قوم لا تتكلمو إن الكلام محرم نامو و لا تستيقظو ما فاز إلا النوم

أما آن لصوت الحقيقة آن يصدح ؟ أما أن لصاحب الحق أن ينتصر ؟ أما آن لهذا الشعب أن يتحدث ؟ نحن من جسد هذا المجتمع ، لن نسمح بالصمت و لن نرضى بأن تلجم الأفواه و ترمد العيون و تصم الآذان ، نحن نسمع و نرى و نتكلم لن نسكت بتاتا عن كلمة الحق لن نسمح للصمت و لن نرضى به ، نريد من الكل أن يتحدث بما يرى من عيوب و يعالجها .