الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الجريمة و العقاب الجزء الأول لدوستويفسكى

قراءة في كتاب الجريمة و العقاب الجزء الأول دوستويفسكي " ما أبشع الحياه من دون أمل أو رجاء ، إنى أعيش خائفا على مستقبلى ... لست أدري يا أخي إن كان يوم سيأتى ، إن عاجلا أم آجلا أتحرر فيه من أفكاري السوداء ، و من كآبتى ... أتعرف يا أخي ، أتمنى لو كنت مجنونا " دوستويفسكي الكاتب : فيدور ميخائيلوفيتش دوستويفسكي ، كاتب روسي شكل هو و تورجينيف و تولستوي مثلث القصة الروسية في القرن ١٩ ، قال عنه الناقد الروسي ميرياجوفسكي أنه يشكل مع شكسبير و جبران خليل جبران مثلث عمالقة الأدب العالمي ، ولد عام ١٨٢١ ميلادي في مستشفى الفقراء في موسكو لعائلة فقيرة معدمه لأب يعمل طبيبا في الجيش ثم في مستشفى الفقراء ، غلب على أسرته تسلط الأب و شراسته على أبنائه ، أحتك الكاتب مع عوالم مختلفه أولها مجتمع مستشفى الفقراء الذي كان والده يعمل فيه ، كان محبا للقراءة و الكتابه ، عكس معاناته في الحياه على كتاباته و أدبه بصورة أدبية رائعة ، مات آباه على يد أحد الفلاحين الذين يعملونةفي أرضه ، لم يحزن لهذا الموت و جاء هذا على لسان أحد شخصياته الروائية حين قال " و من منا لا يتمنى موت أبيه )) ، عاش حياه ظنك بسبب بخل أبوه ٌ، دوستويفسكى حول قلقه و جنونه إلى إبداع ، حول مشاعره و تجاربه الحياتيه لأدب رفيع المستوى . شارك في حركة تراشيفسكي الثورية الداعية لتحرير روسيل من القيصرية ، للقضاء على الفقر في بلده : " إن هؤلاء الفقراء البائسين هم بشر مثلهم مثل أولئك الأثرياء اللاهثين وراء إشباع الملذات و الموغلين في إنكار حق غيرهم في العيش الكريم " دوستويفسكي . تم أعتقاله نتيجه نشاطاته و حكم عليه بالسجن رميا بالرصاص ، جرت كل مراسم الإعدام و قبل الإعدام بقليل عفا عنهم القيصر و تم إستبدال حكم الإعدام بالأسغال الشاقة لمدة تسع سنوات ، أطلق سراحه بعد أربع سنوات ليتطوع أن يكون جنديا ثم يرقى لضابط ، كتب بأسماء مُستعارة في هذه الفترة ، و أستقال بعد ذلك ليؤسس مجلة أدبية ، يموت أخوه و زوجته و تتراكم عليه الديون ثم يهاجذ لأوربا و يكتب عن روسيا إلى أن يتوفى فى روسيا . الكتاب : الجريمة و العقاب الجزء الأول ، ترجمه عن الروسيه د. شوقى حداد ، نشره دار الخيال للطباعة و النشر و التوزيع - بيروت لبنات ، الطبعة الأولى ٢٠١٠ . يتكون الكتاب من جزئين الجزء الأول ذو السبع فصول و الجزء الثاني ذو الست فصول . قراءة: راسكولينيكوف طالب فقير يعيش في أحد أحياء بطرسبورغ في غرفة بالية مستأجرة من إمراءة تطالبه دوما بسداد إيجار مسكنه الذى يتهرب من دفعه نتيجه لعوزه المدقع و لضيق حاله ، تختلف طرق الحياه و البشر الذين يلتقيهم راسكولينكوف و كثيرا ما يقارن بينهم و بين نفسه و يحدث نفسه كثيرا عن فاقته و كيفيه إيجاد منفذ للهرب من هذه الفاقة ، يبداء راسكولينكوف بالتعامل مع عجوز مرابية تدعى أليونا إيفانوفا ، يقوم برهنها بعض حاجياته و منها ساعه والده الفضية لقاء مبلغ من المال . يسكر راسكولينكوف من حين لآخر ، يتعرف على رجل يدعى مارميلادوف ، يتشاكى الهموم معه و يكتشف أنه موظف معدم متزوج و له بنت من زوجته السابقة و أبناء لزوجته الحالية يرعاهمز، يحكى الحال لراسكولينكوف و يشكى له الحياه و ظنكها التى دفعت بإبنته سونيا لاحقا أن تصبح عاهره لتغطى إحتياجات الأسره ، يحى له حياته مع زوجته كاترين إيفانوفا و يحى له حبه لأبنائه و رغبته في تعليمهم تعليما جبدا و تأديبهم ، كل هذه الأماتى يقتلها الأب نتيجه إدمانه على الخمره و صرف كل نقوده عليها ، تكره زوجته تصرفاته ، و تكره عيشتها التعيسه معه و لكنها إمرأه أتت من بيئه ثريه ، تصابر لتربى أبنائها ، يعود راسكولينكوف ليوصل مارميلادوف للسكن و ليتوسط له بالدخول مع زوجته ! " هيا يا فتى ... لقد كنت قاسيا في حكمك ، إذ لو لم يكن الإنسان في حقيقته نذلا أو بالأحرى لو لم تكن النذاله من صفات الإنسانية لمان معنى ذلكةأن كل ما في الوجود ليس إلا أوهاما ... و لا شك أنها كذلك ". دوستويفسكى . يعود لغرفته مخمورا ليستيقظ في اليوم التالى متأخرا بمزاج غير جيد جائعا كارها لمكان سكنته البالى مهملا لنفسه مقطوعا الطعام عنه لعدم دفعه للإيجار ، تترحم عليه الخادمه ناستاسيا و تقدم له كسرات من الطعام و قليلا من الشاي ، تزعجه المؤجره بطلبها المُلح للإيجار و تهدده بشكوته للشرطة ، و يوعدها بدفع مستحقاته من المال . يستلم رسالع من والدته بولشيريا راسكولينكوف و يتوحد في قراءة الرساله ، و يفتح الرساله بكل شوق ليقراء ما خطته والدته ، لتبداء والدته بسرد تفاصيل كثيره عن حياتها هى و إبنتها دونيا ، التى كانت تعمل مع أسرة آل سفيدريكالوف ، تم طرد الأخت عندما أكتشفت الزوجة مارتا بيتروفنا أن زوجها يتحرش بدونيا ، فضحت الزوجة دونيا في كل الأحيا و أتهمتها بالخيانة و بالتحرش بزوجها ، عانت دونيا كثيرا من هذه التهم إلى أن أثبت الزوج. أنه كان يتحرش بدونيا و لكنها كانت تنأى عنه و تتهرب ، أشهرت الزوجه خطأ زوجها و برأت دونيا ، لتعود سيرتها نظيفه مرة أخرى بعد أن عانت الكثير من المقاطعه و التهمه بالعهر و غيرها من التهم من المجتمع ، دونيا عانت الكثير من آل سفيدريكايلوف ، و تمة تبرئتها و نتيجة لذلك أعجب بها بيير بيتروفيتش لوجين أحد أقربا الزوجة و تمت الموافقة المبدئية على هذه الخطبه ، حيث أن الرجل مييسور و يعمل في القضاء سيعينك يا راسكولينكوف في عملك و ستتم الزياره قريبا لك في بطسبورغ من دونيا و الوالدة و سيسبقهم خطيب دونيا . يتأثر راسكولينكوف بهذه الرساله كثيرا و تؤثر به كلمات والدته و يصطدم بوقائع كثيره و يعارض زواج أخته من خطيبها ، لأنه يعتقد أنها بهذا الزواج ستضحى بحياتها لتسعده كيف يتم هذا الزواج بدون موافقته ؟ ، يضمر في رأسه أفكار كثيره و يستشعر مشاعر حزن و غضب و حنقه و يفكر كثيرا في نفسه و في حاله و حياته و كيفيه الخروج من هذا الواقع الذى هو و كيفيه العيش دون اللجوء لخطيب أخته ، و يقرر أن هذا الزواج لن يكون ، لن يترك أخته تضحى بنفسها له ، يتذكر تلك العجوز المرابيه و أحاديث بعض الشبان عنها ، يدافع عن شابه في أحدى الشوارع ، يرشى شركى ليُبعد عابث عن الفتاه ذو السته عشر ربيعا ، يبخث عن صديقه الجامعى رازوميخين ليجد له عمل ، يغريه صديقه بالعمل في الترجمه و يتردد هو . " في حالات المرض تتميز الأحلام بشدة خارقة و بروز قوي و تتشابه كثيرا مع الواقع .. قد تكون اللوحة بمجموعها عجيبة و شاذة و لكن تسلل الصور و الإطار العام يكونان في الوقت ذاته على درجة من المعقولية و يشتملان على تفاصيل دقيقة جدا " . دوستويفسكي. بتدأت تختمر أفكار غريبة في رأس راسكولينكوف و بدأ بالتخطيط لشئ ما ، أزعجه التفكير و تردد فيه جدا جدا ، حلم حلما مزعجا ، حلم مختلفا لرجل يُعذب حصانا و يقتله أمام الناس بأدوات بدائية ، أخافه الحلم جدا و لكنه أختلط مع أفكاره السابقة و تخطيطاته ، إنعكس الحلم على نفسيته و أفكاره و تخطيطاته . بدأ يقنع نفسه بتخطيطه و أفكاره الجنونية التى يريد أن ينفذها شيئا فشى و يفكر في الأدوات التى سوف يستخدمهن في خطته و طريقة تنفيذ الخطة و أنسب وقت لها و ما الذي سيرهنه نهاية مع العجوز المرابية و بدأ يزداد وحشية شيئا فشئ ، إلى أن قرر تنفيذ الخطة ، نعم قرر و نفذ مباشرة قتل العجوز المرابية ليسلبها و بالمصادفة أختها كانت موجودة و قتلها هى الأخرى ، قتلهن بالفأس ليسرق أشياء بسيطة وجدها و أرتبك و لم يستطيع البحث عن بقية النقود و هرب! نعم تختلف حياة راسكولينكوف عما كانت عليه ، و يقوم بجريمته التى خطط لها و التى لم تعود عليه بالنفع المادي الكبير ، يدخل في صراع نفسى مع ذاته و يصاب بحمى رهيبة نتيجة قلقه و تفكيره ، نفسيته تختلف و تفكيره كذلك ، يخاف من الشرطة و يشكك في كل شئ ، يستدعى صديقه رازوميخين دكتورا ليساعده شيئل فشئ على التعافي ، يتعافى قليلا تاتى أمه و أخته لزيارته و يصدمن من حالته الصحيه و العقليه ، يتم التشكيك بصحته العقلية كثيرا و لكن طبيبه يتفائل بعودته لحالته الطبيعية ، في حين غفله و تهافى يهرب لسويعات من البيت ليواجه حاله دهس لصاحبه السابق مارميلادوف و يفجع بوفاته ، يساعد أهله في المصاريف و تشكره زوجه المتوفى و تعرف إبنه المتوفى " سونيا " ، بما قام به و تشكره بطريقتها ، يبدأ بإستكشاف العالم و يبدأ الشرطه بملاحقته بطريقة غير مباشرة حين يستدرجونه في الحديث خصوصا الشرطيين بورفير و زاميتوف الذي يدخل معه في جدال ، يصدم في نهاية الجزء الأول بتقرب رجل غريب منه يعرف تفاصيل الجريمة ! أحداث كثيرة جدا و حبكات أكثر توجد في الرواية يدخل في عوالم عده و في تفكير النفس البشرية و في أعماقها و جدلياتها ! نهاية القراءة في الجزء الأول

السبت، 26 نوفمبر 2011

أنا أدون ... أنا موجود (2) التدوين كأسلوب حياة



نكتب لأننا نريد من الجرح أن يظل حيا و مفتوحا .. نكتب لأن الكائن الذي نحب ترك العتبه و خرج و نحن لم نقل له بعد ما كنا نشتهى قوله ، نكتب بكل بساطة لأننا لا تعرف كيف نكره الآخرين ، و لربما لأننا لا تعرف أن نقول شئ آخر " .



واسينى الأعرج


كتبت و دونت ما كتبته في قصاصات ورقيه و خبئتها خوفا من أن يقرائها الغير ، كتب و دونت منذ أن فقهت الكتابه ، أعتبر الكتابه أسلوب يودى بي للراحة ، للتعبير ، للهروب من المكشله ، للإنزواء بعيدا و التوحد مع القلم الذي ما عدت أعرفه منذ أن تغيرت كتاباتنا من الورق ليكون كل شئ إلكترونيا .


" عجزت عن إيجاد الدفتر الذي أكتب فيه يوميات مهمه من حياتي و أسطرها بقلمي الدامي باللون الأحمر و الذي وجدته مرميا في صالتنا ، بينما كان هذا الدفتر" الصورة أعلاه " لحسابات الخادمة التى توقع بعد كل إستلام لراتبها و الذي وجدت فيه تواقيع من شهر 9 - 1990 ، ياه كم كنت طفلا حينها عندما كانت هذه الخادمة " فاطمة " تعمل في بيتنا .



إقتباس من دفتر مذكراتي كتبته بتاريخ 9 - 2 - 2006 م الساعة 4 صباحا .


أنا أدون أنا موجود


الكتابة كأسلوب للحياة و للتمعن و التفريغ، الكتابة للتفكر و للتدبر و للتعقل و للتعلم لتنمية العقول و لشرح الأفكار و الآراء ، الكتابة و التدوين كأسلوب لحياة معرفية و بحثية الكتابة كأسلوب للرقي و للتقدم ، الكتابة للتفريغ الداخلى و لترتيب الأوراق و تنسيق الحياة و بحث عن المسارات التى سار فيها غيرنا ، الكتابة ليدرك الآخرون كيف كنا مثلما أدركناهم ، الكتابة للحياة بطريقة مختلفة ، الكتابة لشرح مجريات هذه الحياه ، الكتابة للسرد البحت ، الكتابة لنشر المعرفة و دحر الجهل ، الكتابة للحاجة الملحة من القارى ، الكتابة كأسلوب حياة .


أنا أدون أنا موجود


حمد لله على هذا التطور العجيب في التقنيه ، التى تساعدنا يوما بعد يوم على تطوير أمور حياتنا و تيسيرها ، هنا في هذه المدونة التى سميتها بـــ الملبق سأصب بجام كتاباتى و بخليط من تشاعر و فكر و أدب و سياسة ، هي محاوله لإدراك الواقع الذي يكون حولى و طريقه للتعبير عن رأي و طريقة لكى أرتاح و أقول : أنا أدون أنا موجود


الخروج من الأزمنة و الإنتماء لعوالم الفكر و التغذية الفكرية و التغذية النقاشية ( الحوارية ) ، و التدوين كتفريغ وجداني لثقافات عديدة و التدوين للراحة و للتحرر من قيود و تكبيلات كثيرة ، التدوين للتدوين و للتفريغ و للكتابة .


أنا أدون ... أنا موجود


سأكون موجودا في هذا الفضاء ، هذا فضائي ، هذا عالمي و لكنه لن يكون لي وحدي ، سأشارككم به .

الأحد، 20 نوفمبر 2011

يوم للطفل

يُقال أن اليوم يوم الطفل العالمي ما أدرى الأطفال بأيامهم ؟؟ هل يعدوها ؟ أم يتركوها تمشي بطون حساب ؟ حين كُنا أطفال كنا نريد الإسراع من عجلة الزمن لكي نكبر ... عند تساؤلنا ببراءة و عند إستفسارنا عندما يعجز الكبار عن إجابتنا يقولون : أنت صغير ... عندما تكبُر ستعرف و تتعلم كبرنا ... و كبرنا ... و كبرنا و عرفنا و ياليتنا لم نعرف علمنا و تعلمنا ما كُنا نجهله و تأدبنا و أدركنا كم تعب آبائنا بتربيتنا لنكون ما صرنا كبار يريدون أن يرجعو صغار و الصغار يحلمون بالكبر و الكبر آت لهم لا محاله و الصغر ... ذهب و لن يعد

الأحد، 13 نوفمبر 2011

جسد واهن للمجتمع ... إن الكلام محرم






المجتمع جسد أصم أعمى أبكم ، لا يسمع و لا يرى و لا يتكلم ، صامت جدا ، يخنق عبراته و تأوهاته ، يريدونه أن ينبض نبضا واحدا و لكنهم لا يدركون أن هذا القلب الذي ينبض به المجتمع قلب واهن جدا مريض بأمراض عُضال يحتاج لإعادة تأهل و عدد ليس بالقليل من العمليات و إعادة الأدلجة ليعاود النبوض مرة أخرى ، و يُحيي جسد هذا المجتمع المريض .

هى إمرأة حالمة عاشقة عشقت شاب به مُميزات جيدة من الجمال الذي تتوسمه المرأة في الرجل ، في فارس الأحلام الذي تُريده ، عشقته و هل العشق مُصيبه ؟ شاءت أقدارها أن تكون مُعلمة في إحدى المناطق النائية في جسد هذا الوطن المتداعي تواصلت مع عشيقها مرات و مرات و عرف منها ما عرف هي كذلك ، واعدها و أدرك أن معها نساء أُخريات ، جاء هُو و أصحابه غدرو بها و بزميلاتها ، أنتحرت أحداهن و تطلقت المتزوجة و البقية إعتزلهن الرجال و وصمن بالعار في جسد هذا المجتمع .

هُو رجل نشاء بين أطفال هذا المجتمع و خرج من رحمه تربى مثلما تربى أقرانه في الحي ، عند بلوغه تعلق بمجموعة شبان و تعاطى أنواع المخدرات ، تزوج و أنجب ، تم قبضه من قبل الشرطة بتهمة تعاطي المخدرات ، حكم عليه بالسُجن ، سجن و حينما تم العفو عنه و عن مجموعة أخرى من أصحابه السجناء خرج مشتاقا للمخدرات و جرعة زائدة كانت كفيلة بقتله و ترميل زوجته و تيتيم إبنه .

هي إمرأة فاتنة غانية ، في مقتبل العمر ذات جمال آخاذ و عيون آسرة تفتن من الرجال من لا يفتن ، سيدة أعمال لا يستعصى عليها أي شئ في العمل تخدم من لا يخدم و تأكل من حيث لا يطعم الآخرون ، يكون لها نصيب من كل الكعك الموزع على الموائد النهمة ، كل المواضيع التى نساها الدهر تخلصها في أسرع الأوقات ، نافذة نفوذ قوى لا يتنفذ به أي رجل ، تعرف من أي تؤكل أكتاف الرجال ، و تمتهن عند الحاجة لعبة تلعبها النساء الغوانى وحدهن ، لعبة مشهورة منذ القدم مخصصة للنساء فقط و يطلبها الرجال و ذلك لتخليص أمور لا تتخلص .

هو شاب طموح تخرج من كليته بمعدل ليس بالبسيط إنتضر الوظيفة أيما إنتضار و تم قبوله بعد أن توسط له أحد جيرانه النافذين في مكان نافذه ، لهذا المكان مشاريع كثيرة تتوزع حول البلد ، أخلص بادئ الأمر في عمله و إنتضر الترقية ، و لكن فاتته الترقية ، فاتته و لكنها رست عند زملائه الذين يعرفون و يمتهنون مهنة التملق عند المدير و نقل الأحاديث المؤلفة من قبلهم ، أصابه حنق شديد من حاله و إنحدر لمسار آخر في تعامله مع الشركات العاملة ، إمتلئت جيوبه و تغيرت سيارته التى يركبها و الممتلكات التى يمتلكها و الخدم الذين يخدمونه كل هذا كان بمقابل يعرفه هو و تطلبه الشركات منه و النتيجة كانت مشروع غير مكتمل و إن إكتمل جودته تكون أقل من المطلوب .

هم أطفال تتوزع أعمارهم من حديثي الولادة لبداية المراهقة ، ينتمون إنتماء لجسد هذا المجتمع ، يطلقون على كل الرجال لقب " بابا " و كل النساء لقب " ماما " لا يعرفون من الأبوة و الأمومة أي شئ و لكنهم يدركون أن آبائهم عاقين بهم أشد العقوق ، يظمرون في خواطرهم حقد كثير و حنق و كره ، كانو نتيجة علاقة عابرة في لحظة حيوانية إنتشى فيها والديهم و كان نتاج نشوتهم هؤلاء الأطفال الذين تعددت أماكن وجودهم بين قمامة و مستشفى و مسجد و شارع و سكة و مدرسة ، هم متأكدون أنهم سيكونون منبوذين في هذا المجتمع الذي لا يرحم و سيعيشون تحت مسمى " الغبن فلان " .

هو و هي و هم و هؤلاء كلهم أجزاء من جسد المجتمع الوهن ، أجزاء وجدت و تكررت يوما بعد يوم أجزاء لم تجد من يوجهها و لم تجد من يحاسبها ، أجزاء لم تجد من يتحدث عنها و ينقل الصورة الحقيقة لهم ، أجزاء ظالمة و أجزاء مظلومة أجزاء متهالكة و هالكة ، هذه الأجزاء تبكى على باب الرقابة و تطلب الرقابة أن تحاسبها ، من لم يحاسب نفسه هنا لن يحاسبه أحد ، من لم يغير من ذاته لن يغيره أحد لا يوجد ناشر معتمد لهذه الأحداث ناشر يوثق به ، ناشر لا يخشى النشر ، ناشر يدرك أنه من نشره يسعى لخيرة المجتمع ناشر ينقل لنا الواقع كما هو و يكون محايدا في نشره ، ناشر ينفعنا و يزيد من الرقابة الذاتية للمجتمع و يدرك أن هناك من يراقب و سينشر ما يرى من خطأ ، ناشر يدحض المقولة المشهورة " من أمن العقوبة أساء الأدب " .

للمجتمع وجه خفى عن الوجه الذي تعودنا عليه و عن الصورة الأفلاطونية التى خلقها لها لنا الإعلام في عقولنامن الأزل ، ديباجة المنشورات و المرئيات تعودنا عليها من الصغر و لا وزالت تتكرر و سوف تتكرر مرار و مرار، كلما تعمقت في هذا المجتمع خلع قناعه و أظهر الوجه الخفى منه و الجانب الغامض ، الإعلام سيف بأحدية كثيرة أين ما تضع حدائك ستجده ، نريد من هذا الإعلام أن ينصف جسد المجتمع الواهن و أن يصلح منه و يبدأ بأدلجة ما يستطيع أدلجته للحاجة .

وحدهم المتوحدون في أبراجهم العاجية النائين بأنفسهم بعيدا عن هموم الوطن ، المتنعمون بأطايب الطعام و الشراب ، المتفردون بأيدي السلطة و القرار ، الذين يأمرون و لا يؤمرون ، الذين يأخذون و لا يُعطون ، الذين يحكمون و لا يعدلون ، المترفعين نسبا و صهرا ، المغايريين لتفكير هذا المجتمع و الذين لا يعرفون الصورة الحقيقية للمجتمع ، المتفاخرين بكل زائل و الفرحين لكل مصيبة و الساعين لكتم الأصوات المتحدثة الساعية التى تريد أن تغير من وهن هذا المجتمع و تحاسب من لا يحاسب ، القامعين أشد القمع لجسد المجتمع ، الذين يخنقون الحناجر المتحدثة بأصابع القمع .

توئد قضايا كثيرة في مقابر التغييب المعرفي و لا يدري عنها إلا أصحابها و تتكرر هذا القضايا يوم بعد يوم دون العمل على حلها من جهات الإختصاص و سوء إدراك المجتمع لهذه القضايا ، القضايا مخفية مستورة مجهولة ، سيقمع أشد القمع من تحدث عنها و يزج به في ترهات التغييب .

من المسؤول عن إضهار حقائق هذا المجتمع ؟ من المسؤول عن نصرة المظلوم و محاربة وهن المجتمع ؟ من المسؤول عن تبصير المجتمع بالصوره الحقيقية المخفية و الوجه الآخر له ؟ من المسؤل بالقيام بالدور التوعوى و التثقيفي للمجتمع و توعية الناس ؟ من هو لسان المجتمع و صوته الغير مخنوق و ناقل صوره في كل قنوات و طبقات المجتمع ؟ من و من و من ؟؟؟

نسيت بيت الشعرالذي عاود الولوج في رائسي الآن ، البيت القائل :
يا قوم لا تتكلمو إن الكلام محرم نامو و لا تستيقظو ما فاز إلا النوم

أما آن لصوت الحقيقة آن يصدح ؟ أما أن لصاحب الحق أن ينتصر ؟ أما آن لهذا الشعب أن يتحدث ؟ نحن من جسد هذا المجتمع ، لن نسمح بالصمت و لن نرضى بأن تلجم الأفواه و ترمد العيون و تصم الآذان ، نحن نسمع و نرى و نتكلم لن نسكت بتاتا عن كلمة الحق لن نسمح للصمت و لن نرضى به ، نريد من الكل أن يتحدث بما يرى من عيوب و يعالجها .