نعتقد أننا ملائكة و أن غيرنا شياطين إلى أن نبتدئ في تمحيص ذواتنا و تقييم أنفسنا و البحث عن مُعرقلات حياتنا لنكتشف أننا أكبر أعداء لأنفسنا و أننا المُسبب الأول للضرر لنا .
***
مسبقا
نرى كُل ما نراه بأعيننا المترفعة المتكبرة لذواتنا نرى أنفسنا مُصلحين و غيرنا مُفسدين نرانا مُحقين و الآخرين مُخطئين ، نرانا لا يخرج منا إلا الصواب و الخطاء يتعدانا نتعجرف لذواتنا و نُمجد أنفسنا أيما تمجيد ليصل بنا للحد الأعلى من الغرور و الترفع و التكبر على الآخرين .
لآحقا
حينما نبدأ بالتعقل تختلف نظرتنا للأمور و تتغاير الموازين لنُدرك أننا بشريون نُخطئ و نصيب كغيرنا ، رأينا يحتمل كُل الإحتمالات و نحن و الآخرون نسعى للخير العام ، إن انحرف غيرنا و باع مبادئه بحفنة مم المال فإنه يضر إلا نفسه أولا و أخيرا ، حفنه المال التى تدخل جيبك و أنت بائع لمبادئك تدخلها آلالاف الشكوك ، نرانا نتعلم من غيرنا و نسعى لصلاحنا في رزقنا نرانا بشريون بحت لا يتوقفون عما به الخير لغيرهم .
***
يشكك المُتشكك و يرتاب الريب و يوسوس من في قلبه مثقال ذره من شك ، يُلجئ كل شروره لشئ خارجئ " من شيطان رجيم " ، لا يدرك أن أكبر الشياطين تدخل النفوس لتوسوس في صدور الناس ، تُرهق نفسا .. تؤدي جسدا .. تُشرد بشرا .. تُجوع أطفالا .. تأكل حراما .. تقترف إثما .
من يستسلم لوسواس نفسه السلبئ و يُبعد التعقل عنه و يخلط الوسواس بقليل من الكِبر و الغرور لذاته و يضيف عليه قليلا من تجارب الماضي السيئة ستكون النتيجة النهائية لهذه الخلطة ألما يستمر به لمماته ، و لن يتراجع عن هكذا ألم لأن نفسه و كِبره لن تسمح له بذلك أبدا .
تعقلو و تدبرو فأنتم بشريون تُخطئون و تُصيبون و روضو نفسكم على طاعتكم و ليس على طاعتها ، كونوا ملوكا لذواتكم ، تكونوا أسياد حياتكم .