‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 31 مايو 2015

بتول الجبل

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن سعد بن عبادة قال له رسول الله (ص) : " أرايت لو أني وجدت مع امرأتي رجلا : أمهله حتى آتي بأربعة شهداء ؟ فقال الرسول (ص) : نعم " أخرجه مسلم و الموطأ . 
***
" الخلاف الأساسي بين المسلمين حول المرأة  هو بين الذين يعتقدون أن النساء شقائق الرجال لهن حقوق و عليهن واجبات شأنهن شأن الرجل و أن القوامة تكليف للرجل و ليست حطا من قيمة المرأة من جانب و بين الذين يرون أن النساء مخلوقات دون الرجال ليس لهن من دور سوى الإنجاب ، لا يجب أن يتحركن من دار الأب أو الزوج إلا إلى القبر "

غازي القصيبي .
***
من الصومعة للمشفى 
من منا يُخلق و يموت مُعافى من الألم ؟ 
لا أحد ...  لا مرض و لا أطباء خاطئين بتشخيص مخطئ و لا مستشفيات و لا مراجعات ، يأتينا المرض شئنا أم أبينا .
مغص بطن و دوار رأس و حمى و طبيبة مخطئة و تشخصيص يتيم . 
*** 
في الجُب 
من يزرع الثقة يحصدها و من يزرع المعروف يجده و من يزرع الريبة يجدها ، من لا يثق في الغير لن يثق في نفسه و الجاهل من صدق غيره في أهله و من سمع لكلام أحادى دون التبصر لكل الصور ، دون الإستماع لكل أطراف الحديث و دون التأكد من المعلومات الخاطئة المخطئة من أكثر من جهة ، في الجُب كان الإستغراب ممزوجا بالعذاب لطفلة لم تفقه ما يقال و لم تدرى شيئا من المقال ، تُعذب و لا تعرف لماذا .. لماذا تعذب ، ما السبب تصرخ البتول و تستنجد ، في ظلام الليل لا مجيب و عن مدرستها تغيب. 
*** 
عسكرى
يتعلم العسكري إطاعة أوامر سيده طاعة عمياء مبطلا قواه العقلية تابعا لغيره ، مرددا كلمة :- نعم سيدى  .. حاضر .. تم .. تأمر أمر . 
كل أوامرهم آنية لا شئ يستحق التأجيل و الموت لا ينتظر للصباح . 
المُفارقة أن سيد هذا العسكري كان شيطان رجيم وسوس في صدره العقيم نازعا له لإجرام زارعا فكرة الموت في عقله اللئيم . 
*** 
رصاصة و سجادة 
وهى ساجدة لرب العرش متضرعة الرب داعية له ليفرج عنها الكرب على سجادتها الوحيدة التى لازمتها طوال محنتها جائها الجواب من عسكرى غاضب حامق منفذا أوامر سيده الشيطان مصدقا ضنونه و أباليسه الموسوسه له ، ضاربا بعرض الحائط لكل الأعراف و التقاليد و الديانات التى تُحرم فعلته الشنيعة رصاصة تخترق الجسد البرئ و ترديه قتيلا .
*** 
جهاله مجتمع 
و كأن من غسل و كفن كان أعمى ، و تعامى عن جسد برئ من الخطايا و الذنوب ، نقى طاهر قام بدوره و حُمل الجسد و صُلى عليه و دفن في التراب ، من السجادة للقبر ، و تظليل لحقيقة نفس طاهرة رفعت للسماء . 
***
حقيقة
لا شئ يختفى تحت السماء و كل شئ يرتبط مع الآخر بطريقة لا نُدركها و رغم محاولات طمس الحقائق عبر الزمن إلا أنها تظهر جليا كالشمس في كبد السماء ، الضمائر المُعذبة تأبى إلا أن تصدح بالحق و لا ترضى بالظلم. 
*** 
ما خُفى بعمد ظهر بغير عمد و بُحث فيه و برئ الجسد الطاهر و أدينت الرصاصة .

الأحد، 17 يوليو 2011

غرفة 608 المستقر و المستودع - ذكريات طالب جامعي

من لحظة الولادة للوفاة حياتنا كلها أرقام في أرقام ، هنا أكتب عن أرقام غرف و لكن من بوابة الرقم تدخلنى الغرف لمعاني و ذكريات أخرى للحياة الجامعية .
صعيدي ... سنفور ألقاب كثيرة تطلق على الطلاب المستجدين في الجامعة ، الطلاب الذين يكثر تواجدهم في بداية كل موسم دراسي جديد و الذين تكثر النوادر و النكت عنهم و تطلق عليهم ألقاب غريبة ، حقيقة لم أستوعب أني سنفور عندما ألتحقت بالجامعة تسنفرت في البداية السنفورية للسنافر الجامعيين ، أنا كنت سنفور ! يال العجب سنفور مرة واحدة ! ما أكثر الألقاب التى تطلقونها و لماذا سنفور بالذات ؟ لا أدري و لم أبحث في هذا الشي و لكنى أعلنت تسنفري على السنافر و تسنفرت في الجامعة و بدأت مشواري الدراسي كسنفور بداية في أمتحانات تحديد المستوى و تليها بالتوزيع على الفصول الدراسية و الدراسة التى تسبق التخصص و بعد ذلك التخصص و التخرج نهاية ، تخرجت كنسر رافع الرأس شامخ الهامة فرح بنتائجي فالمشوار الدراسي و ليس كسنفور ! أهدى هذه الكتابة لكل الشباب الذين درست معهم في جامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين و كل الخريجين و الخريجات لكل الدفعات لجامعة الإمارات العربية المتحدة الذين أفتخر بصحبتهم أمام كل البشر ( و خصوصا العمانيين )، يشرفون من أصحاب و أخوان و يرفعون الرؤوس عاليا أينما كانو . أحبكم كلمة بسيطة في حقكم لن توفي هذه الكلمة بحقكم ، كلكم بدون إستثناءات لم و لن أضع أي خط تحت أسم أي طالب عماني كلكم من أولكم لآخركم أقول لكم حريا بالحب لكم . يا من شاركتكم أوقاتي الحلوة و المرة ، أهديكم ذكريات تفوح حب و تفوح رائحة ذلك السكن الذي سكنتموه رائحة الكلور في المياه ( و ذكرى القشرة اللى في راسي للحين ) ذكريات سيد علوي الحلوة و المرة و ذكريات حميد راعي البقالة و المشرفين اللى كل يوم يجيبون لى أستدعاء و غيرها الكثير من الأشياء التي تدعونا لكي نتذكرها و لكننى ما أخبركم عنه تدرون ليش ؟ ما تدرون ! أدري أنكم ما تدرون و ما أريدكم تدرون . حياة الطلاب حياة بديعة جميلة لا شي عندك سوى التعلم ، كما قال لي والدي العزيز الذي لم أدرك حديثه إلا عند تخرجي من الجامعة : مالك أنت طالب ، فقط طالب لا غير لا يوجد عندك أي مسؤليات في الحياه و لا أي أرتباطات أو إلتزامات من التى نلتزم بها نحن الكبار ، أستمتع بحياتك كطالب و عيش هذه الحياه كطالب فقط لا أكثر و لا أقل عن ذلك ، طالب لا غير فقط طالب . التحول من الحياة كطالب مبتدئ فالجامعة لطالب جامعي بحق و حقيقة تحتاج لجهد في البداية و أجتهاد و شيئا فشئ يأتي الشئ بالشي ، من جد وجد و من أجتهد نجح و من أهمل أخفق ، لا يوجد نتائج بدون طالب ساعي لتحقيقها ، هكذا الدراسة كما الحياه ، كل شئ فيها نتيجه لشي آخر و الحظ قليل فيها لا بد أن تتشيطر و تجتهد و البقية تأتي لآحقا ، نحن أنتقلنا بسلاسة الطالب الجامعي المتسلسل للمراحل. ذكريات سكن الكويتات ، حديث عن ذكريات نعشقها و لا نود نسيانها تعطر لنا أيامنا اللآحقة و تزهر كل يوم في نتاج أعمالنا التى أستقينا أساسيات تعليمنا من جامعتنا و تعلمنا ما لم نكن نعلمه من علم و معارف و غيره من علوم الحياه ، تجارب خضناها لأول مرة . ذكريات المرح و الفرح و الترح ، ذكريات لأشياء نسمعها و نصدقها و أشياء أخرى نسمعها و لا نصدقها ، ذكريات الغناء على السطوح ( يوم كنت أدندن بصوتى بروحي بدون ما حد يسمعني و أغنى للمجهول و أقول أسمحيلى يالغرام العف يالوجه السموح ) ذكريات الأحلام التى كنا نحلمهن و تخيلنا للمستقبل ، ذكريات العين مول و ذكريات المعهد الإسلامي و المويجعي و المرخانية 1 و 2 ذكريات و ذكريات و ما أكبر دفتر الذكريات للسكن و ما يحتويه من ذكرى و الجامعة و ما تحتويه من معرفة ، ذكريات نعشق شئ منها و نجهل الجزء و لا نريد أن نتذكر البعض فيما نحن نتذكر جلها ، شريط طويل يمر في ذاكرتى الآن و لا أريد أن أذكره كله لأنكم تتذكرون جزء لا بأس منه ، أتخيل نفسى أننى لو كتبت مقالات عديدة في الذكريات تلك فأنها ستكون مقالآت كبيرة جدا جدا ، ربما لن أوفيها حقها و لا بد منى أن أضعها في كتاب ، و أسميه ذكرى طالب جامعي ، كل الطلاب لهم ذكريات بل كل البشر و لكن بعضهم لا يريد أن يتذكرها و البعض الأخر يريد، الذكرى للعبرة و الذكرى للمستقبل هكذا أريدها أنا أن تكون . غـــــرفـــــة رقم 608 الـــــمستقر و الـــــمستودع !!!
سوف أكتب عن الغرف ، غرفة غرفة ، لكل غرفة ذكرياتها و عبراتها و عبيرها بالطبع لم أكن من الطلاب الذين أستقرو في غرفة واحدة من البداية للنهاية بل أنتقلت عدة مرات في السكن الجامعي بين عدة غرف و كل غرفة لى سبب للإنتقال فيها و سبب للعيش و سبب آخر للإنتقال للغرفة التى تليها و لكل غرفة عنوان في حياتي و لكل غرفة رقم أيضا .
غرفة رقم 302 بعد أن أستلمت العهدة الشخصية من مشرف السكن ( و التى لم يستردوها بعدما تخرجت ) و التى هي عبارة عن غطاءات للسرير و مخدات للنوم بالإضافة إلى لحاف لكي أتلحف به ، تم توزيعي في هذه الغرفة ذات الرقم أعلاه و التى كانت على السطوح في ( تذكرت المسلسلات المصرية وين ساكن يا باشا ؟ على السطوح ! ) بالطبع الشخص الذي كان في الغرفة كان غير موجود حينها لأننى بدأت الدراسة قبل الجميع للأسبوع التعريفي و أمتحانات تحديد المستوى التى كان لا بد أن يخوضها أي طالب جامعي ، كان التوزيع على أساس الجنسية ( يعنى شافو واحد عماني عنده شاغر و وزعونى معه ) ، عندما دخلت لهذه الغرفة وجدت قصاصات ورق متناثرة على أرجاء الغرفة ، من بينها أوراق بها أسم الشخص الذي يسكن معي بالغرفة ، أها فلان معى ، طيب من فلان هذا ، لا أعرف و لكنى لآحقا سوف أعرف من هو هنا كانت البداية شيئا فشئ كنت مستمتع بالوحدة إلى أن بداء الدوام الدراسي و تعرفت على الشباب الذين يقطنون في نفس الغرفة و لكن الظروف أبت إلا أن أترك الغرفة لمستودع جديد مع طلاب جدد مثلى و ليسو قدامى .
غرفة رقم 108 بعد تعرفى على وجه جديد ( سنفور ) بالصدفة البحته و بعدما توجست فيه علامات الطيبة و العفوية في وجهه قررت أننا لا بد أن نسكن مع بعض لذا لزاما لا بد أن أترك المحاربين القدامى في غرفتى السابقة و أنتقل مع هذا الطالب الجديد ، الذي أنتقلنا أنا و هو للغرفة ذات الرقم أعلاه ، حقيقة السكنى مع هذا الطالب كانت جيدة و لكن يوجد طالب واحد تم أداخله معنا من المشرفين نغص علينا حياتنا لذا حاولنا أن ندبر أنقلاب عليه و لكنه كان نبيه و فطن لهذا الشي و قلب جدول نومنا فوق تحت إلى أن أعلنا ضرورة الإنفصال عنه و بدأنا بالبحث عن غرفة جديدة للسكنى ، لكى ننتقل فيها أنا و صاحبي .
غرفة رقم 102 تحصلنا على هذه الغرفة بعد بحث شقيق و بعد توصيات و بعد الإتفاق و المعرفة المسبقة عن خلو الغرفة من العناصر الطلابية ، لذا كان نصيبنا وافر هنا و أخيرا غرفة بحمام داخلي بعد أن كانت سابقتها بحمام مشترك مع غرفة أخرى ، تمت عملية الإنتقال بسلاسة قصوى ، كان موقع هذه الغرفة فوق المطبخ مباشرة ، الرواح تأتي وتذهب قبل وقت أي وجبة و لكن غرفة خالصة لنا لنا نحن فقط أنا و صاحبي من الغرفة السابقة و أنظم معنا طالب جديد من نفس البلد التى أسكنها ، واجهتنا روائح الطعام هنا و واجهنا قوارض فالغرفة ، لسوء الحظ القوارض كانت تأتي و لا تذهب تنتشر فالغرفة الإدارة حاولت مرات عديدة حل هذه المشكلة و لكن بدون جدوى ( ربما حلتها لآحقا ) ، كانت غرفة لها ذكريات جميلة و مقالب لا بأس فيها و لكن أستدعى الأمر أن ننتقل لغرفة جديدة.
غرفة رقم 401 الغرفة قبل الأخيرة التى أستدعتنا أن ننتقل من المبنى الذي نسكنه للمبنى الذي يجاوره ( مبنى رقم 2 ) أنتقلت فيها أنا و الطالب القادم من نفس منطقة سكنى ، أتذكر أنى وقفت فصل و صاحبي عاش وخيدا لم يحاول أن يسكن أحد معه و دحر كل محاولات الطلاب للسكنى معه و محاولات الإدارة التى باءت بالفشل ، سكنا هنا و كانت السكنى جميلة و لطيفة و لكن المشكلة أن الحمام مشترك و كذلك المكيف ( مشترك ) لذا لا بد أن نبحث عن غرفة أخرى جديدة للسكنى .
غرفة رقم 608 ( المستودع الأخير)
بعد التقصي مع الإدارة أكتشفنا خلو غرفة على السطوح من السكان عدا طالب واحد فقط ، و قررنا الإنتقال للغرفة الجديدة و تبين نا لآحقا أن الطالب مسجل أسمه ولكنه غير موجود بتاتا الغرفه خاليه خاليه خاليه ، فرحنا و هزرنا بالنجاح الباهر الذي حققناه ، بدأت بغرفة عالسطوح و سوف أنتهى يغرفه على السطوح كذلك في المبنى 2 ، لا بأس في ذلك دام أن الغرفة خاليه ، ولا يوجد أي مشاكل بها صحيح أننا نواجه أرهاق فالصعود و الهبوط لعدم توفر المصاعد في تلك الفترة و لكن لا بأس بذلك ، الشباب تعاجزو عن زيارتنا لبعد السفر لنا و هذا الشئ أعطانا جو جميل و رائع للدراسة و للتركيز على مهمتنا الرئيسية دراسة فقط و لا غير ، آه كم أشتاق لتلك الأيام أريد أن أدرس مرة أخرى .

الأربعاء، 18 مايو 2011

الحسناء "حرية " و عشيقها الشجاع "شعب"



إهداء للساخر الساحر
موسى البلوشي
ردا على تدوينته بعنوان
الـــحـــســـناء
moosa84.blogspot.com
لا زالت الحكاوى تحكى تحت الغافات الشامخة
في بلادى و العاصفير تغنى فوق أغصان الغافة
*****
تقديم
يا موسى
الحسناء"حرية" يعشقها الملك ،
يراودها كل يوم و لكنها تأبى الخنوع له ،
تتمسك بعذريتها التى تبقت لها
من الشرف الكبير المصون لها
و من بقايا حكايات القصور
و النوم في تلك القصور
تتمسك بحبها لعشيقها القديم "شعب" ،
خدمت الملك و عشقت الشعب
عشقها بعد موت الملك أبن الملك
قتلتها العنجهية
ماتت مثلما عاشت عذراء فقيرة
لم يتبقى لها من شرفها إلا عذريتها ...
و لم تذوق في حياتها إلا كل مرارة
و القليل من ذكريات الحب لعشيقها "شعب"
لأنها عذراء لم تطاوع ملكها و لا أبنه
لم تتعرى له ، و تكشف عن مفاتنها
أدركت أن الملوك لا يحبون بل يعشقون ،
يعشقون بجنون و يكرهون بجنون ، مجانين هم
في العشق و في الكراهية
*****

يحكى أنه في قديم الزمان في سالف العصر ، في الأزمنة السالفة الغابرة التى كان فيها الملوك يحكمون شعوبهم بكل جبروت كان هناك ملك أسمه "ساخر" يعشق النساء و الجوارى و يحبهن و لا يبتغى غيرهن في المعيشة بقربه ، لا يحب رؤية غير الجوارى و الغواني يحطن به و حواليه في قصره الشامخ على أكبر جبل في تلك البلاد البعيدة عن الدنيا ، الملك "ساخر" لا يحب رؤية المواطنين بتاتا يحجب بينه و بين المواطنيين وزراء كثر و حجاب للملك يوصلون له كل شاردة و وارده في ذلك البلد الأزلى و لا يلج لقصره إلا الغوانى ليضيفن لحياته جمالايات أكبر و يبهجن هذا الملك .

كان في هذا البلد قرى كثيرة متناثرة على ضفاف الأنهار و الأودية و كانت الجواري تؤتى إليه من كل أنحاء المعمورة عنده من الجواري السمر و عنده منهن الحمر و البيض والصفر و كل ما يخطر على بال بشر من النسوة توجد في هذا القصر ،و مثلما يؤتى بالجوارى من كل أنحاء الأرض كذلك هناك جواري كثيرة كانت تجلب للملك من قرى بلاده .

تسامع أهل القرى عن جمال طفلة في بداية عمرها الحسناء " حرية " طفلة فتية يعشقها كل من نظر لها ، أنتشر الخبر في البلد بجمال "حرية" و مدى تميزها عن أقرانها في الحسن لذا سعى بشر كثيرين للظفر بها و لكن النصيب كان لحاجب الملك الذي أرسل جنوده لتلك القرية البعيدة عن العاصمة و خطف "حرية" من بين أحضان والديها و نقلها الحاجب للقصر لكى يهديها للملك ليحضى بمكانة و حضوة أكبر عند ملكه"ساخر" من بين كل الوزراء و المسؤولين في البلد ، و يحصل على تأييده في أمور كثيرة يبتغيها هذا الحاجب لنفسه من فسادات كثيرة لا يعلمها الملك.

جلبها الحاجب من منزلها في تلك القرية البعيدة عن العاصمة من ذلك الوادي السحيق ومن ذلك البيت الضيق لهذا القصر الواسع الشامخ على قمم الجبال ، فتاة ريفية بسيطة في غاية الروعة و الجمال والرونق الآخاذ بين هؤلاء الذئاب الذين يتمنون أن يضفرون بها ، كانت كالنعجة بين قطيع من الذئاب ، لا تعرف أين ترعى و أين تأكل و أين تنام و أين تسهر.

عشقت "حرية" في بلدها طفل من سنها أسمه "شعب" كانت المحبة بينهم كبيرة يلعبون مع بعض يتراشقون بالحجارة يضحكون تارة و يبكون تارة ، مبتهجين في لعبهم ضريفين هم في كل شئ ، تفاجأ شعب عندما أختفت "حرية" سأل عنها في كل أرجاء القرية الى أن علم بإختطافها من قبل جنود الملك لتكون جارية في القصر و أضمر في نفسه ذلك و خطط للوصول لحبيبته "حرية" بكل الطرق.

من بين كل النساء في القصر أعجب الملك بـالجارية الجديدة " حرية" و عشقها عشقا كبيرا و لكن "حرية" كانت متحفظة بعيدة عن أخلاق الغواني ، نزيهة جدا و شريفة جدا تخدم الملك بدون التقرب له وضعت حواجز كبيرة بينها و بين الملك ، تودد لها الملك كثيرا و لكنها أنفت التقرب منه للحد المطلوب منه و ذلك حفاظا على حبيبها شعب ، أنفت التعري له و النوم معه ، كانت عزيزة النفس حتى مع الملك ، لم يضفر منها الملك بغير الحب من طرفه ، حنقت الجواري الأخريات لحب الملك لهذه الجارية التى تمتنع عنه ، و لكنه الحب ماذا يفعل الملك له ، من عادات الملك أنه لا يحب الإغتصاب لذا تركها مثلما تريد ، عشقها و أحتفظ بها لوحدها تركها عذراء دون المساس بها .

الملك "ساخر" لم يعرف الزواج و لكنه رزق بإبن أسمه " قاهر" و أبنة أسمها "عنجهية" ، قاهر و عنجهية هم أبنائه من جاريتين من جواريه في القصر ، أعترف الملك بأبنائه و باركهم و رباهم كملوك أبناء ملوك و درب أبنه "قاهر" ليكون الحاكم الذي سيخلفه على سدة الحكم من بعد موته ، كان أبنائه في نفس سن عشيقته الممتنعة عن حبه "حرية" و كانو يعلمون بحب أبيهم الكبير لها و تمنعها عنه و تكبرها للحب ، مع أحتفاظها سرا لحبها الأصلي "شعب" .

مات الملك ، فجأة دون مقدمات توقف قلبه عن النبض و مات ، موته كان فجائي و غير معد له من قبل الوزراء و الحراس و الجاريات ، مات مع تحفظه و تمسكه لـــ "حرية" و أبعادها عن حبيبها شعب ، خلف الملك أبنه أبن الجارية "قاهر" بعد موت "ساخر" ، ورث "قاهر" من أبيه المملكة و ورث الجاريات و الغواني و خلف أبيه في حبه لــ عشيقه والده المحتفظ بها رغم أمتناعها "حرية" ، كبر الأطفال حرية و شعب و عنجهية و قاهر و أصبحو بالغين ممتلئين بكل مشاعر البالغين من حب و حقد و كراهية .

بعد حكم الملك الجديد "قاهر" غير من سياسات أبيه ليضفي قمع أكبر للشعب و جمع أفضل الحرس في البلاد ، و فتح القصور لهم ليدخلهم لقصر الحكم بعدما كان أبوه "ساخر" يسد الطريق من قبل عن دخول كل الرجال ، زاد من حراسه و زاد من جواريه ، و لكنه لا يزال يحب "حرية" و يحتفظ بها لنفسه حتى حبه ورثه من أبيه.

أختلفت الأمور كثير للأسواء بعد حكم "قاهر" ، و أخذ يجمع الجنود و يزيد من قواه ليتوسع في خطته الإحتلاليه ، ليزيد من وطنه ، و حيث أن "شعب" رجل حكيم تعلم فنون القتال و الرمي بالسلاح و ركوب الخيل و الفتك بالنار من أبيه "شجاع" ، كان دخوله للحرس أمر هين إلى أن أصبح حارس "قاهر" الأقرب ، و رفيقه الأول في كل الحروب التى يخوضها .

بالصدفة و بدون تخطيط لأن يلقاها في ذلك اليوم لإنشغال "شعب" بحروب قاهر ، رآها تمشي في البستان العلوي ، رأي "شعب" عشيقته "حرية" ، جرى ورائها مثل الطفل و ناداها خلسة بصوت غير مسموع و واعدها على سفح النهر في آخر الليل ، و أخيرا ألتقو الحبائب ، أخير حرية فرحت بشعب ، أخيرا تبادلو أخذها في حضنه قبلها و بكى على صدرها ، تذكر كل أيامهم الفائته و حكى لها عن أبيها و أمها و مدى حزنهم لفقدها و بكائهم عليها ، حزن والديها عليها و قضو نحبهم ، هكذا "حرية" ، جميلة جريئة معشوقة مطلوبة لآذعة يطلبها و يعشقا الكل و لكنها لا تعشق سوى "شعب" ، أتفقو على اللقاء عندما يكون القمر بدر في الشهر القادم لينظر شعب لـــ حرية نظرة جميلة غير مأساوية و يتمعنها جيدا ليخلدها في ذكراه ، و لكي يهرب بها كذلك بعيدا عن القصور .

تميز " شعب" بين كل حراس الملك "قاهر" و حيث أنه كان بقدر عالى من الوسامة و اللباقة و المسؤلية و يدرك ما يوجد حواليه و يسعى للضفر بكل المعارك ، و حيث أنه كان خدوم للغير و في درجة عالية و متميزة بين كل الحراس العاديين الذين يخدمون "قاهر" ، لكل ذلك و أكثر أعجبت أخت الملك "عنجهية" بهذا المقاتل الشجاع "شعب" ، و تعلقت به تعلق كبير ، أختارته من بين كل رجالآت القصر ، كانت لا تحب الرجال ، تكره كل الذكور و لكن هذا الرجل دخل لقلبها و عشقته دون أن تدرك حتى .

عشق الملك "قاهر" الجارية الحسناء " حرية" و عشقت أخت الملك "عنجهية" الحارس الشجاع "شعب" ، هكذا هو الحب يأتى دون تخطيط و دون تكتيك و دون أستئذان يطرق الباب و يدخل ، نريده و لا نريده ، يجبرنا و يقهرنا و يقتلنا ، هو كذلك ليس لنا حول و لا قوة عليه يأسر و يحقر الأشياء الكبيرة .

أطلق سكان القصر ألقاب عديدة على المحبين سرا و علنا كــــ " عنجهية شعب " للعلاقة بين أخت الملك و "شعب" و كـــ "قاهر حرية " للعلاقة بين الملك و " حرية " بينما أطلق "حرية و شعب" سرا لقب " حرية شعب " لحبهم الأزلى و
" عنجهية قاهر " للملك و أخته .

لأن الفقراء كـــ "حرية شعب " لا يحق لهم أن يختارو من يحبون ، تسيد " عنجهية قاهر " على الحب و أختارو من يحبون ،أسر " حرية شعب " الحب في نفوسهم و لم يضهروه أمام الآخرين و أضهرو الحب لـــ " عنجهية قاهر " إلى أن يجدو الوقت المناسب للفرار من هذه الحياة اللعوب ، و ليعاود ما قطع بينهم من عشق دائم .

سعت " عنجهية شعب " للحصول على الحكم من " قاهر حرية " و حيث أن "شعب " كان يخطط على الإنقلاب على عنجهية و الحصول على الحكم و أن يحكم "حرية شعب " فيما بعد البلد ساند عنجهية في مخططاتها التى خططتها للإنقلاب بأخيها "قاهر" حيث أنها أرادت أن تستغل نقطة ضعفه "حرية" و لكن "شعب" لم يراودها في هذا المخطط و غير الخطط و شرعو في تنفيذ خطتهم و البدء فيها .

علمت "عنجهية " من الجوارى بالحب السرى بين " حرية شعب " و خططت لدحر هذا الحب بقتل " حرية" دون معرفة أخيها "قاهر" و عشيقها "شعب" لكى تختلى بـــ "عنجهية شعب " لوحدها دون أي عشيقة أخرى و تنقلب على أخيها بعد ذلك و تتزوج عشيقها "شعب" و يحكم " عنجهية شعب " البلد دون " حرية قاهر " ، أرسلت الدسائس و دست السم في طعام "حرية" و قتلت "حرية" العنجهية تغلبت و قضت على الحرية ، ماتت حرية ، ماتت عشيقة الملك "قاهر " و عشيقة العشيق " شعب" ماتت و تركت الملوك يبكون من بعدها و الحراس و كل الرجال ماتت و هي عذراء دون أن يلمسها الملك"ساخر" و لا أبنه " قاهر" و لا العشيق " شعب" قتلت حرية و هي شابة فتية في ريعان شبابها قتلتها العنجهية عنجهية .

لم تتوقع عنجهية مدى الحب الكبير من "قاهر حرية " لعشيقته ، بكى بكاء كبيرا و أعتزل النساء من بعدها ، ترك الدولة تنحنى لمنحنى سئ آخر بعد أن قتلت الحرية على يد عنجهية قهر الملك المقهور "قاهر" و تشتت العشيق "شعب" لا يعرف ماذا يفعل و لا يدري عن سبب موتها ، تقلدت حرية الملك بدون أن تنقلب على أخيها حتى ، حيث أوهمت أخيها أنها ستحكم لمدة مؤقته إلى أن يخرج من حزنه الأبدي و لكنها بعد أن مسكت سدة الحكم لم تفكر بالنزول من الكرسي الجميل بل فكرت بعشيقها الذي أختفى "شعب" و بكيفية التخلص النهائي من أخيها "قاهر" لتتفرد بالدولة من بعده .

علم الملك "قاهر" بقضية قتل "حرية " و لكن بعد فوات الأوان و بعد أن حجزته أخته "عنجهية" في الحجز القهرى في قصر بعيد لهم و أحاطته بحرس ليس له حول و لا قوة ، و كذلك علم عشيقها " شعب " بفعل عنجهية و قرر الإنتقام ، و بعد علم عنجهية بإرادة أخيها و عشيقها من الإنتقام منها لقتلها " حرية" قررت التخلص من أخيها و عشيقها من " قاهر شعب" فما كان من عنجهية إلا أن أشعلت فتنة بين أخيها و عشيقها بين "قاهر شعب" أدت بهم ليتبارزو بالسيوف في ساحة قصر المنفى ، لم يفوز " قاهر شعب " تساوو في المبارزة فما كان من " عنجهية " إلا أن ترسل سهام مسمومة قضت عليهم ، قضت على " قاهر شعب " ، ماتو بسبب عشقهم لـــ " حرية " كانو ساذجين بهذا الحب ، أدى بهم الحب للسذاجة و تركو العقل و صدقو من لا يصدق ، صدقو عنجهية ، بقت عنجهية وحيدة تحكم بلا " حرية قاهر شعب " بقت وحيدة تحكم القصر التى هى فيه إلى أن قتلها أحد خدمها و تزوج بجارية من جواريهم و تحول الحكم للجارية و الخادم ، مات " عنجهية قاهر حرية شعب " مات " قاهر شعب عنجهية الحرية " مات " عنجهية شعب حرية قاهر" مات "شعب قاهر حرية عنجهية " و بقى الحكم للخدم ، يخدمون و يحكمون .....