الأحد، 17 يوليو 2011

غرفة 608 المستقر و المستودع - ذكريات طالب جامعي

من لحظة الولادة للوفاة حياتنا كلها أرقام في أرقام ، هنا أكتب عن أرقام غرف و لكن من بوابة الرقم تدخلنى الغرف لمعاني و ذكريات أخرى للحياة الجامعية .
صعيدي ... سنفور ألقاب كثيرة تطلق على الطلاب المستجدين في الجامعة ، الطلاب الذين يكثر تواجدهم في بداية كل موسم دراسي جديد و الذين تكثر النوادر و النكت عنهم و تطلق عليهم ألقاب غريبة ، حقيقة لم أستوعب أني سنفور عندما ألتحقت بالجامعة تسنفرت في البداية السنفورية للسنافر الجامعيين ، أنا كنت سنفور ! يال العجب سنفور مرة واحدة ! ما أكثر الألقاب التى تطلقونها و لماذا سنفور بالذات ؟ لا أدري و لم أبحث في هذا الشي و لكنى أعلنت تسنفري على السنافر و تسنفرت في الجامعة و بدأت مشواري الدراسي كسنفور بداية في أمتحانات تحديد المستوى و تليها بالتوزيع على الفصول الدراسية و الدراسة التى تسبق التخصص و بعد ذلك التخصص و التخرج نهاية ، تخرجت كنسر رافع الرأس شامخ الهامة فرح بنتائجي فالمشوار الدراسي و ليس كسنفور ! أهدى هذه الكتابة لكل الشباب الذين درست معهم في جامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين و كل الخريجين و الخريجات لكل الدفعات لجامعة الإمارات العربية المتحدة الذين أفتخر بصحبتهم أمام كل البشر ( و خصوصا العمانيين )، يشرفون من أصحاب و أخوان و يرفعون الرؤوس عاليا أينما كانو . أحبكم كلمة بسيطة في حقكم لن توفي هذه الكلمة بحقكم ، كلكم بدون إستثناءات لم و لن أضع أي خط تحت أسم أي طالب عماني كلكم من أولكم لآخركم أقول لكم حريا بالحب لكم . يا من شاركتكم أوقاتي الحلوة و المرة ، أهديكم ذكريات تفوح حب و تفوح رائحة ذلك السكن الذي سكنتموه رائحة الكلور في المياه ( و ذكرى القشرة اللى في راسي للحين ) ذكريات سيد علوي الحلوة و المرة و ذكريات حميد راعي البقالة و المشرفين اللى كل يوم يجيبون لى أستدعاء و غيرها الكثير من الأشياء التي تدعونا لكي نتذكرها و لكننى ما أخبركم عنه تدرون ليش ؟ ما تدرون ! أدري أنكم ما تدرون و ما أريدكم تدرون . حياة الطلاب حياة بديعة جميلة لا شي عندك سوى التعلم ، كما قال لي والدي العزيز الذي لم أدرك حديثه إلا عند تخرجي من الجامعة : مالك أنت طالب ، فقط طالب لا غير لا يوجد عندك أي مسؤليات في الحياه و لا أي أرتباطات أو إلتزامات من التى نلتزم بها نحن الكبار ، أستمتع بحياتك كطالب و عيش هذه الحياه كطالب فقط لا أكثر و لا أقل عن ذلك ، طالب لا غير فقط طالب . التحول من الحياة كطالب مبتدئ فالجامعة لطالب جامعي بحق و حقيقة تحتاج لجهد في البداية و أجتهاد و شيئا فشئ يأتي الشئ بالشي ، من جد وجد و من أجتهد نجح و من أهمل أخفق ، لا يوجد نتائج بدون طالب ساعي لتحقيقها ، هكذا الدراسة كما الحياه ، كل شئ فيها نتيجه لشي آخر و الحظ قليل فيها لا بد أن تتشيطر و تجتهد و البقية تأتي لآحقا ، نحن أنتقلنا بسلاسة الطالب الجامعي المتسلسل للمراحل. ذكريات سكن الكويتات ، حديث عن ذكريات نعشقها و لا نود نسيانها تعطر لنا أيامنا اللآحقة و تزهر كل يوم في نتاج أعمالنا التى أستقينا أساسيات تعليمنا من جامعتنا و تعلمنا ما لم نكن نعلمه من علم و معارف و غيره من علوم الحياه ، تجارب خضناها لأول مرة . ذكريات المرح و الفرح و الترح ، ذكريات لأشياء نسمعها و نصدقها و أشياء أخرى نسمعها و لا نصدقها ، ذكريات الغناء على السطوح ( يوم كنت أدندن بصوتى بروحي بدون ما حد يسمعني و أغنى للمجهول و أقول أسمحيلى يالغرام العف يالوجه السموح ) ذكريات الأحلام التى كنا نحلمهن و تخيلنا للمستقبل ، ذكريات العين مول و ذكريات المعهد الإسلامي و المويجعي و المرخانية 1 و 2 ذكريات و ذكريات و ما أكبر دفتر الذكريات للسكن و ما يحتويه من ذكرى و الجامعة و ما تحتويه من معرفة ، ذكريات نعشق شئ منها و نجهل الجزء و لا نريد أن نتذكر البعض فيما نحن نتذكر جلها ، شريط طويل يمر في ذاكرتى الآن و لا أريد أن أذكره كله لأنكم تتذكرون جزء لا بأس منه ، أتخيل نفسى أننى لو كتبت مقالات عديدة في الذكريات تلك فأنها ستكون مقالآت كبيرة جدا جدا ، ربما لن أوفيها حقها و لا بد منى أن أضعها في كتاب ، و أسميه ذكرى طالب جامعي ، كل الطلاب لهم ذكريات بل كل البشر و لكن بعضهم لا يريد أن يتذكرها و البعض الأخر يريد، الذكرى للعبرة و الذكرى للمستقبل هكذا أريدها أنا أن تكون . غـــــرفـــــة رقم 608 الـــــمستقر و الـــــمستودع !!!
سوف أكتب عن الغرف ، غرفة غرفة ، لكل غرفة ذكرياتها و عبراتها و عبيرها بالطبع لم أكن من الطلاب الذين أستقرو في غرفة واحدة من البداية للنهاية بل أنتقلت عدة مرات في السكن الجامعي بين عدة غرف و كل غرفة لى سبب للإنتقال فيها و سبب للعيش و سبب آخر للإنتقال للغرفة التى تليها و لكل غرفة عنوان في حياتي و لكل غرفة رقم أيضا .
غرفة رقم 302 بعد أن أستلمت العهدة الشخصية من مشرف السكن ( و التى لم يستردوها بعدما تخرجت ) و التى هي عبارة عن غطاءات للسرير و مخدات للنوم بالإضافة إلى لحاف لكي أتلحف به ، تم توزيعي في هذه الغرفة ذات الرقم أعلاه و التى كانت على السطوح في ( تذكرت المسلسلات المصرية وين ساكن يا باشا ؟ على السطوح ! ) بالطبع الشخص الذي كان في الغرفة كان غير موجود حينها لأننى بدأت الدراسة قبل الجميع للأسبوع التعريفي و أمتحانات تحديد المستوى التى كان لا بد أن يخوضها أي طالب جامعي ، كان التوزيع على أساس الجنسية ( يعنى شافو واحد عماني عنده شاغر و وزعونى معه ) ، عندما دخلت لهذه الغرفة وجدت قصاصات ورق متناثرة على أرجاء الغرفة ، من بينها أوراق بها أسم الشخص الذي يسكن معي بالغرفة ، أها فلان معى ، طيب من فلان هذا ، لا أعرف و لكنى لآحقا سوف أعرف من هو هنا كانت البداية شيئا فشئ كنت مستمتع بالوحدة إلى أن بداء الدوام الدراسي و تعرفت على الشباب الذين يقطنون في نفس الغرفة و لكن الظروف أبت إلا أن أترك الغرفة لمستودع جديد مع طلاب جدد مثلى و ليسو قدامى .
غرفة رقم 108 بعد تعرفى على وجه جديد ( سنفور ) بالصدفة البحته و بعدما توجست فيه علامات الطيبة و العفوية في وجهه قررت أننا لا بد أن نسكن مع بعض لذا لزاما لا بد أن أترك المحاربين القدامى في غرفتى السابقة و أنتقل مع هذا الطالب الجديد ، الذي أنتقلنا أنا و هو للغرفة ذات الرقم أعلاه ، حقيقة السكنى مع هذا الطالب كانت جيدة و لكن يوجد طالب واحد تم أداخله معنا من المشرفين نغص علينا حياتنا لذا حاولنا أن ندبر أنقلاب عليه و لكنه كان نبيه و فطن لهذا الشي و قلب جدول نومنا فوق تحت إلى أن أعلنا ضرورة الإنفصال عنه و بدأنا بالبحث عن غرفة جديدة للسكنى ، لكى ننتقل فيها أنا و صاحبي .
غرفة رقم 102 تحصلنا على هذه الغرفة بعد بحث شقيق و بعد توصيات و بعد الإتفاق و المعرفة المسبقة عن خلو الغرفة من العناصر الطلابية ، لذا كان نصيبنا وافر هنا و أخيرا غرفة بحمام داخلي بعد أن كانت سابقتها بحمام مشترك مع غرفة أخرى ، تمت عملية الإنتقال بسلاسة قصوى ، كان موقع هذه الغرفة فوق المطبخ مباشرة ، الرواح تأتي وتذهب قبل وقت أي وجبة و لكن غرفة خالصة لنا لنا نحن فقط أنا و صاحبي من الغرفة السابقة و أنظم معنا طالب جديد من نفس البلد التى أسكنها ، واجهتنا روائح الطعام هنا و واجهنا قوارض فالغرفة ، لسوء الحظ القوارض كانت تأتي و لا تذهب تنتشر فالغرفة الإدارة حاولت مرات عديدة حل هذه المشكلة و لكن بدون جدوى ( ربما حلتها لآحقا ) ، كانت غرفة لها ذكريات جميلة و مقالب لا بأس فيها و لكن أستدعى الأمر أن ننتقل لغرفة جديدة.
غرفة رقم 401 الغرفة قبل الأخيرة التى أستدعتنا أن ننتقل من المبنى الذي نسكنه للمبنى الذي يجاوره ( مبنى رقم 2 ) أنتقلت فيها أنا و الطالب القادم من نفس منطقة سكنى ، أتذكر أنى وقفت فصل و صاحبي عاش وخيدا لم يحاول أن يسكن أحد معه و دحر كل محاولات الطلاب للسكنى معه و محاولات الإدارة التى باءت بالفشل ، سكنا هنا و كانت السكنى جميلة و لطيفة و لكن المشكلة أن الحمام مشترك و كذلك المكيف ( مشترك ) لذا لا بد أن نبحث عن غرفة أخرى جديدة للسكنى .
غرفة رقم 608 ( المستودع الأخير)
بعد التقصي مع الإدارة أكتشفنا خلو غرفة على السطوح من السكان عدا طالب واحد فقط ، و قررنا الإنتقال للغرفة الجديدة و تبين نا لآحقا أن الطالب مسجل أسمه ولكنه غير موجود بتاتا الغرفه خاليه خاليه خاليه ، فرحنا و هزرنا بالنجاح الباهر الذي حققناه ، بدأت بغرفة عالسطوح و سوف أنتهى يغرفه على السطوح كذلك في المبنى 2 ، لا بأس في ذلك دام أن الغرفة خاليه ، ولا يوجد أي مشاكل بها صحيح أننا نواجه أرهاق فالصعود و الهبوط لعدم توفر المصاعد في تلك الفترة و لكن لا بأس بذلك ، الشباب تعاجزو عن زيارتنا لبعد السفر لنا و هذا الشئ أعطانا جو جميل و رائع للدراسة و للتركيز على مهمتنا الرئيسية دراسة فقط و لا غير ، آه كم أشتاق لتلك الأيام أريد أن أدرس مرة أخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.