الثلاثاء، 26 يناير 2021

الجبال تصنع الرجال

في تغريدة مشابهه للعنوان في تويتر إستملت تعليق بأن السجون تصنع الرجال فهل تصنع الجبال الرجال؟ ما هو أول شئ يترائى لذهنك عندما ترى الجبل ؟ ما أول شئ يأتي على بالك ؟ شموخ و هيبه قوة ، تحدي صخور أو أشجار أو طيور ؟ أشياء كثيرة ممكن أن تخطر في بالك و لكن ليس من ضمنها نقطة الضعف في الجبل و مسارك فيه و كيف و متى ستتسلقه ، و هل هو مغرى بالشكل الناسب لك أم تراه تمرين بسيط. 

البداية كانت في مشوار الصعود للقمة في منتصف أبريل 2016.سؤال مباغت من الزميل أبو مازن الذي دفع بي في هذا الطريق بغير حول منى و لا قوة.

هو :- ترابعنا ؟ 
أنا :وين  
هو : طلعه بسيطه ، وادي المعيدن - مصيرة الرواجح - سلوت ( الجبل الأخضر ). 
أنا : كم محتاجه من وقت ؟
هو :  القليل ، سويعات
أنا : تم

الطلعة البسيطة بدأت في الساعة الثامة صباحا و أستمرت لقرب الساعة الثالثة ، الطريق كان صعودا و كان ذا تحدي كبير للغاية و لكن تم التغلب عليه بمساعده الشله المتأخره و أصحاب الطريق الذين أغاثوني في المرة الأولى هذي. 

عند تطلعى لذلك اليوم و تفتيشي للصور و مقاطع الفيديو المتوفرة تدور في رأسي مئات الأفكار ، حماقة أن تقوم بشئ لا تعرف عنه شئ.

 و المطلوب يعنى ؟ أن أتعلم. 

مئات الأفكار تدور في رأسي و التى لا يسعفنى الوقت لتسجيلها لأني سأكون من فريق المتأخرين و لا أحد بيتساير معى (يرابعني) و أنا في العادة من المتأخرين لأني من المصورين. 

قبل إنضمامي لفريق صعود الجبال كان أسمه " فريق مزون للتحدى ". و هو بالفعل فريق تحدى مثلما تم تسميته لكن الفرق بينه و بين الفرق الأخرى أن هذا الفريق يضعك في تحدى مع نفسك و هو تحدى ليس بالبسيط كنت شخص ميال للكسل و قلة الحركة و بعد صعود الجبال تغيرت حياتي كثيرا و أصح لها معنى مختلف. 

 لتصل لقمة الجبل لا بد أن تحدد هدفك من البداية و أن تخطط لهذا الهدف و تكتب الخطة و مسارها و تناقش المسار مع المشاركين و تحدد قائد لهذا المسار و أمير له يقود الفريق للنهاية و أن تحافظ على سلامتك و هو شي مهم للغاية ، خطوة وراء خطة تصل للقمة و هو شئ ليس بالسهل و لكن يحتاج لجهد و مثابرة و عمل مستمر و إستعداد مسبق كأنه مشروع يحتاج لخطة واضحة و تعمل له بشكل مبكر لتنفيذه. 

خلقت لي فلسفتي الخاصة في صعود الجبال و هي فلسفه مشابهه لفلسفه الحياة. في صعودك للجبل لا تأخذ معك إلا الحاجات الضرورية التى تحتاجها لذلك الصعود ، ستخطط لوقت كبير لحصر هذه الحاجات و لن تأخذ أكثر من حاجتك و لا أقل ، كل إضافه تعتبر ثقل و لا يوجد حمار ليحمل متاعك لأنك ستحمله بنفسك لذا خذ ما تريد و تحتاج و أترك ما لا تريد. هكذا هي الحياه لمن يفهمها بشكل صحيح ، كثيرون يجمعون كل ما لا يريدون من المال و الماديات ليكون حملا ثقيلا عليهم في النهاية ولا يجدون وقتا للإستمتاع فيه. 

*** 

نعود لسؤالنا الأولي 
هل تصنع الجبال الرجل ؟

نعم