السبت، 17 سبتمبر 2011

أنا أدون ... أنا موجود (1) ... الكتابة كضرورة بشرية



























قيل : أنا أفكـر أنـا مـوجود (ديكارت)
أقول : أنا أدون أنا موجود




الأفكار سيل لا يتوقف في حياة البشر ، تتكرر يوميا مع تجدد التفكير فالبشرية كل ما يجدونه أمامهم من مشاكل يبحثون عن حلول له بعقولهم المفكرة ، و العقل الغير مفكر هو إما عقل مجنون أو عقل معطل قبل صاحبه ، فكيف نشغل عقولنا و لا نعطلها و نطور كل الآف الأفكار التى تتوارد لذهننا لكى نطور من حياتنا.




بالتجربة و الخطأ نتعلم ، لا بد من تطبيق الأفكار المعقولة و تجربتها لكي ندرك هل هذه الأفكار هي أفكار صحيحة ، مثلا إن تم سؤال أحدنا سؤال : كيف تستطيع أن تبني منزل مساحته 500 متر متربع في غضون 5 أشهر ، ما هي المواد التى ستستخدمها و ما هو تشكيلك للمنزل و أي طراز معماري ستتخذ ؟ عدد لنا كل أفكارك سواء كانت معقولة أم غير ذلك ، حينها ستخرج مئات الأفكار ، و لو تم سؤال شخص آخر نفس السؤال ستخرج من جبته أفكار كثيرة أخرى كذلك ، التجربة لهذه الأفكار صعبة للغاية لأنها تكلف الوقت و المال لذا وجب علينا أن نجد طرق معرفة أخرى .




هنا ندرك أهمية التدوين و الكتابة لآنه بالتدوين من الممكن أن نستفيد من التجارب التى سبقتنا و ندرك أين نجح هؤلاء و أين أخفقو و كيف من الممكن أن نطور ما قامو به من عمل ، نتلقى منهم المعرفة و نطورها لتخرج مغايرة عما كانت عليه .




تفكير بدون تدوين هو تفكير غير مكتمل و عقل غير مفكر هو عقل ناقص لا محاله معطل عن العمل متوقف لأجل غير معلوم ، لذا أدرك البشر أهمية الكتابة و التدوين من القدم .




بدأت الكتابة قبل الميلاد بالآف السنين ( ما يقارب 3000 سنة ) و تطورت الكتابة منذ بدايتها عبر الزمن شيئا فشئ ، و إستعمل البشر الكتابة لتسهيل أمور حياتهم ،بدأت الكتابة بــ المرحلة التصورية حيث كان البشر يرسمون صورا لما يريدون أن يشرحونه كرسمهم لصور الحيوانات و الزرع .




المرحلة الثانية للكتابة كانت المرحلة الرمزية حيث كان الكتاب يرمزون للأفعال و الأفكار و الصفات برموز معينة ، ( ربما تتقارب هذه المرحلة مع مرحلة الصم في هذه الفتره ، حيث أنهم يستخدمون الرموز بكثرة في الحديث بينهم و مع البشر المتحدثين و عند الحديث مع بعضهم البعض ) ، و المرحلة التى تلت هذه المرحلة هي المرحلة الصوتية حيث أنه في هذه المرحلة تم الإهتمام بالصوت الذي تقراء به العلامة الرمزية و هذه تمثل المرحلة الأخيرة ، و كان الكاتب يهتم بكتابة صوت الرمز و بدأو بالرموز المتشابهة ، لذا هم كتبو من الرموز التى خلقوها كيفية نطق هذه الرموز (هذا التسلسل للكتابة المسمارية في العهد السومري و هي أول كتابة تم التعرف عليها ) .




أدوات الكتابة المستخدمة في تلك الفترة بسيطة من حجر و طين و شمع و غيرها من أدوات متوفرة في تلك الفترة ساعدت البشر على حفظ أنتاجه الفكري و تسهييل و تيسير أمور حياته اليومية و تدوين أحداثهم و معارفهم اليومية و مكتسباتهم لكي ينقلوها لمن بعدهم أو يطوروها .




لولا الكتابة و التدوين لما كنا ما نحن عليه اليوم و لفقدنا الآلآف من المعارف البشرية و لتباكينا على علوم لم نعلم عنها و لكنا بشر بدائيين جاهلين في مراحل بدائية من البشرية ، الكتابة ساهمت في تطوير البشرية مساهمة كبيرة جدا جدا .




أنزل الله سبحانه و تعالى سورة و أسماها القلم و أقسم فيها بالقلم قال تعالى : "ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ " صدق الله العظيم .



____________________________
* الصور أعلاه من مسجد حارة السفالة بولاية وادي المعاول بسلطنة عمان و هي عبارة عن تدوين لأحداث تاريخية على أركان أعمدة المسجد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.