الجمعة، 31 يناير 2014

صراخ الذاكرة

متلعثما لا يعلم كيف يبدا و متشردا بين المنازل وسط الليل ، مناظرا لأسرار الليل التي يعجز عن الكلام بها ، كان يحبذ أن يرسمها على رمال شط البحر ، و أحيانا يأخذه تفكيره و يسير بلا علم بعيدا للجبال ، يجلس وحيدا و يصرخ بأعلى صوته أنا مذنب مذنب !!!

مذنب و ما السبب ؟ لا يدركه يبكى من المقارنات التي يمليها على نفسه ، لا يدرك السبب و لكنه مذنب !!! 
 لماذا كل هذا الغضب و التعب ؟ أهي النفس اللوامة ؟ ما هي هذه الذنوب التي لا تغتفر و ما هو هذا الهاجس الذي يصب كالنهر ؟ و هذه الذاكرة لا تصبر و لا تنتظر !!! هي كذلك .

كل هذا الألم و الغضب في هذا الجسم النحيف ؟ حيف من حظك المكتوب حيف ، أجهدت نفسك يا هذا بكيف ، ماذا تريد بهذا العيش الضنك و ليش ؟  

لا يعرف أي مكان سوى الخلاء و لا يريد طعاما إلا الماء و الماء و الماء ، أتدرك إلى أين تذهب بنفسك و أتدرك أن حياتك ما هي إلا هباء و هباء ؟ أتدرك أنك تفنى هذا الوقت بعناء و غباء ؟ لا .

لا و لماذا لا أنت لا تدرك  إلا الماء و الخلاء و الهواء و هذه الذكريات المؤلمة و شريط لا تحسبه عابرا و تريد هذه الروح أن ترحل للسماء ، لا تسقى جسدك إلا ماء لترتفع روحك للسماء !

لن تدرك ما فات و لن يأتيك من قبره من مات ، أنت هنا و الآن فهل تدرك ماذا تريد من أيامك القادمة ، ذكريات و ألم أم عمل و عمل ؟ لا أنا ... آت للحاضر آت

و الذكريات ؟ الذكريات ستختفى في صراخها مع الذكريات و أنا قادم آت للعمل آت .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.