أمسك جسد الشعب و أربط كتفه من الأعلى بأقوى سلسلة
و أربط رجليه من الأدنى بنفس السلسلة
شد عليه الوثاق لا تتركه يذهب لا هناك و لا هنا
أمسك بالأبرة الكبرى في يديك و أملأها بالحرية
و أحقنه بأكبر جرعة من مسحوق الحرية
أترك الشعب يعيش بالحرية في دمائة
يستفيد و ينتفع من هذه الحرية
يتنفسها و يشعر بها
مثلما يشعر بالمرارة المتدفقة من تراكمات دهرية
و ديون متجددة غير منسية و لا منتهية
و عيون تبصركم ليلا نهارا و لا تبتعدون عن ناظرهم
أينما كنتم تداريكم و تلاحقكم
تحافظ على الحرية و تدفع للمسؤولية
تصرخ و تنادي بلسان حال متكلم غير صامت
حرية حرية حرية
*****
الجرعات الزائدة من الحرية تفسد الشعوب و تقتلهم
تنعشهم و تشدهم
مثل الإدمان يبتغونها و يبحثون عنها
و لكن لا يجدونها
لذلك يفنون أعمارهم في البحث عنها
و لا يدركون أن العمر قد ذهب
و هم ينشدوها و يصرخو حرية حرية حرية
*****
الحرية كالسكين
تجرح ، تقطع ، تسفك ، تقتل
تطعم
كيف نريدها أن تكون ؟
كيف
نفذت الإجابات من الدفاتر
حتى الطالب الشاطر قال :
لا أعلم
لا أريدها أن تقتلنى و لا أريدها أن تطعمنى
أريدها مثلما أريد
أن تفيدنى حيثما أحيد
عن خياراتى و قراراتى
و تكون لى خير أداه
مفيدة غير ضارة !
و لكنها أداه ذو حدين
أريدها
حتى و أن كانت بأربعة أحدية !
أريدها حتى و أن كانت الجرعات الزائدة قاتلة
أريدها !!!