الثلاثاء، 17 مايو 2011

جـرعـة زائـدة مـن الـحريـة





أمسك جسد الشعب و أربط كتفه من الأعلى بأقوى سلسلة

و أربط رجليه من الأدنى بنفس السلسلة

شد عليه الوثاق لا تتركه يذهب لا هناك و لا هنا

أمسك بالأبرة الكبرى في يديك و أملأها بالحرية

و أحقنه بأكبر جرعة من مسحوق الحرية

أترك الشعب يعيش بالحرية في دمائة

يستفيد و ينتفع من هذه الحرية

يتنفسها و يشعر بها

مثلما يشعر بالمرارة المتدفقة من تراكمات دهرية

و ديون متجددة غير منسية و لا منتهية

و عيون تبصركم ليلا نهارا و لا تبتعدون عن ناظرهم

أينما كنتم تداريكم و تلاحقكم

تحافظ على الحرية و تدفع للمسؤولية

تصرخ و تنادي بلسان حال متكلم غير صامت

حرية حرية حرية

*****


الجرعات الزائدة من الحرية تفسد الشعوب و تقتلهم

تنعشهم و تشدهم

مثل الإدمان يبتغونها و يبحثون عنها

و لكن لا يجدونها

لذلك يفنون أعمارهم في البحث عنها

و لا يدركون أن العمر قد ذهب

و هم ينشدوها و يصرخو حرية حرية حرية

*****


الحرية كالسكين

تجرح ، تقطع ، تسفك ، تقتل

تطعم

كيف نريدها أن تكون ؟

كيف

نفذت الإجابات من الدفاتر

حتى الطالب الشاطر قال :

لا أعلم

لا أريدها أن تقتلنى و لا أريدها أن تطعمنى

أريدها مثلما أريد

أن تفيدنى حيثما أحيد

عن خياراتى و قراراتى

و تكون لى خير أداه

مفيدة غير ضارة !

و لكنها أداه ذو حدين

أريدها

حتى و أن كانت بأربعة أحدية !

أريدها حتى و أن كانت الجرعات الزائدة قاتلة
أريدها !!!

الجمعة، 13 مايو 2011

هدية عيد ميلاد لأبني الذي لن يقراء الرسالة قبل 5 سنين

إهداء

كتبت هذه التدوينه لإبني البكر أنس أدرك أنك يا إبني لن تقراء هذه التدوينة لا بعد شهر و لا بعد سنة ربما تقرائها في أحسن الأحوال بعد 5 سنوات ( إن كنت متفوقا في الدراسة ) و لكننى أبيت إلا أن أكتبها اليوم في عيد ميلادك الثاني و أهديك إياها لكي تتذكرها في الأيام القادمة و لكي تعرف كيف كان شعور أباك اليوم 13/5/2011 في عيد ميلادك الثاني ... ***** في عيد ميلادك الأول قبل سنة أحتفلنا ببلوغك السنة و اليوم أحتفل في ذاكرة رأسي و لوحدي ببلوغك السنة الثانية ، اليوم أكملت يا أنس عامك الثاني في هذا التاريخ بالظبط شرفت على هذه الدنيا قبل سنتين يا إبني ... السنون تمر و أنت تكبر و أنا كذلك ... السنون تمر و نحن لا ندرك ، تمر و تمر و لكنها لا تمر إلا و تترك معها آثار و غبار للذكريات من هنا و هناك و نترك نحن في حياتنا هذه بصمات لنا و أنت أكبر بصمة في الحياة لى البصمة التى لن تفارقني ( بإذن الله ) طوال حياتي ... كم سمعت البشر يطلقون على : أبو أنس و كم أحببت هذا الأسم و كم كبر هذا الأسم يوما بعد يوم في رأسي ... أريد من أبني أن يكون من أفضل البشر ... أبن أعتز فيه أمام جميع البشر و أشير إليه و أقول : هذا أبني ، هذا أنس بن مالك . ***** قبل طلوع شمس 13/5/2009 ميلادي بقليل أشرقت أن على الدنيا قبل أن تشرق شمس ذلك الصباح الذي كان مختلفا بكل ما فيه ذلك الصباح الجميل و الصباح الأول الذي أصور فيه الشمس في حياتي ( حيث أني لم أصور أي شمس ) قبل ذلك الصباح و لكنى صورت شمس ذلك الصباح لكي أريك أياها عندما تكبر و أقول لك : هذه هي الشمس التى أطلت في يوم وصولك لهذه البسيطة ، كذا كانت الشمس عند ولادتك يا أنس ، كانت مختلفة جدا جدا ( أو أننى حسبتها كذلك ) هي الشمس التى رزقتنى أمل أقوى لكي أعيش بسعادة شمس ذلك الصباح. ***** ميلادك خالف كل التخطيطات السابقة له التى خططناها أنا و العائلة من مكان للولادة و غيرها من أشياء ، كل الأشياء جرت مخالفة لتخطيطنا خصوصا مكان الولادة ، حيث أننى سعيت لكي تشرق على الدنيا في العاصمة و لكن النصيب كان مخالف لذلك جدا ، أشرقت في الرستاق بلاد أجدادك و عائلتك ، أشرقت في البلاد التى لم يولد فيها لا أبوك و لا جدك و لكنك كنت مخالفا و متميزا في مكان ميلادك ، سترفع رأسك عاليا دائما و تقول : أنا ولدت في أرض أجدادي ، أنا أنس بن مالك. ***** خططت طوال عمري أن أسمي أبني البكر بإسم الصلت و أحببت هذا الأسم و لا زلت أحبه لليوم و لكن جدتى ( طيب الله ثراها) كانت تنادينى دائما بإسم أبو أنس و أحتراما لذكراها سميتك بهذا الأسم الذي هو في نفس الوقت أسم لصاحبي جليل و خططت أن أربيك كما تربى و لكنني متيقن من صعوبة هذا الشئ أتمنى أن يكون هذا الأسم دافعا لك طوال حياتك و قدوة لك في فعل الخيرات و الإبتعاد عن الرذائل. ***** أبني الغالى : لو عبرت ما عبرت لن أتم هذه التدوينه بتاتا و سأكتب بدون أن أتوقف من الكتابة فالكتابة لنصيحة الأبن و لدفعة للخيرات و لتربيته و تنشئته تنشئة صالحة تستحق العمر كله ، و لبحثت عن الآف المراجع في كتابتى لك أيها الغالى الذي أعشقه عشقا جما و لكنى أقول لك يا عزيزي كما قال لي أبي من قبل : نحن نريدكم أن تكونو أنتم أفضل منا و أن لا تخطئون فيما أخطائنا و أن تكون حياتكم أفضل من كل النواحي ، و أقول لك كذلك يا غالى أريدك أن تلتزم بكتاب الله و سنة نبيه محمد و أن تبتعد عن مواطن الفتنه و أن تحكم قلبك عقلك قبل قلبك و أن تسلك الطريق القويم و تبتعد عن الطريق الأعوج و أن تكون أبن مشرف لنفسك و لأهلك في كل ميادين الخير ، و أن تنفع الأمة بعلمك و أن تكون بارا بوالديك مطيعا لأوامر الله مجتنبا لمها نهى عنه ... حفظك الله يا أبني الغالي أنس و وفقك في كل طريق خير تسلكه و أبعدك عن كل دروب الظلال يا رب العالمين. 

 أبوك مالك الجابري

الجمعة، 6 مايو 2011

حكومة و حقوقيين ،،، حاجة ثانية خالص




كلك عقد ... يا باشا أنت كلك عقد
بتشتم الحكومة ليه ؟
يا عمي دي الحكومة أكلت حقي
إيه من الحقوق اللى أكلتها ؟
لا بأقصد أكلت حق الشعب
و أنت مين قال لك كده يا سعادة الناظر ؟
بابا ... هو اللى قال لى كده
دي الحكومة بايظة أوى ؟!؟
د أنا سمعت بابا بيحكى لماما
يقول أن الحكومة بايظة
و نحن عاوزين نصلحها
و دا الإصلاح يكون أزاي ؟
نحن عاوزين نصلح و خلاص
الحكومة عارفة أزاى تصلح
بس هي مش عاوزه !!!



*****
أنت يا باشا عملت للحكومة إيه ؟
أنا ؟
أيوا أنت ؟
ما عملتش حاجة خالص

دا أنا بحب الحكومة أوي أوى
لا ... لا أنا بأقصد أنت أزاي راح تفيد الحكومة ؟
آآآآآه ... قول كده ... أنا
أيوا أنت يا يا معلم أزاى راح تنفع حكومتك ؟؟؟
دا أنا يا باشا راح أقول لك عن حاجة !
إيه ؟
أنا بدافع عن حقوق البشر ، يعنى
أنا حقوقي و ناشط في الحقوق
لآزم الشعب يآخدو حقوقهم كاملة من الحكومة
نحن مدعومين يا معلم يعنى من الماما الكبيرة !

دا الشعب مبيعرفش حاجة عن حقوقه ...
دا الحقوقي لآزم يطالب بحقوق الناس لو مطلبش هو
يعنى مين اللى راح يطلب ...
دول غلابى يا باشا حيموتو من الجوع ...
مقهورين أوي ، مساكين أوي مظلومين أوي ... ؟؟!!
الحكومة بتاكل و تشرب
و دول جوعانيين مش عارفين أزاي بياكلو
دا نحن ما نكلش اللحمه من سنيين ...
مش عارف أزاى طعمها حتى عامل ...


*****
أنا اللى بشوفه دي الوقت أن الحقوقى مبيطالبش بالحقوق
هو يشتم الحكومة و يشتم و يشتم ... عمال يشتمها صبح و مساء
و هو كمان مش عارف إيه اللى عاوزه من الحكومة
بيتكلم بإسم الشعب و الشعب مش قايل له كدة
لا يا عمي بص :
نحن بننتقد و ننتقد و ننتقد لحد متصلح الحكومة
و أنت إيه اللى عرفك أن الحكومة بتسمع ليك ؟
أنا اللى قلت ليهم أزاى تصلح
يعنى هي مبتعرفش ؟
لا لا لا هي مبتعرفش حاجة ؟!!
ده هيه عماله تآكل و تآكل و تآكل !
تآكل إيه ؟ برسيم يعنى
لا يا معلم تآكلنا نحن !!!
أزاى ؟
تآكل فلوسنا ؟
و دي الفلوس جات منين ؟ جات من البلد
و راحت فين ؟ راحت للبلد
لا لا لا بص دول بيسرقو أنا عارف أنهم بيسرقو
دا بابا قال لمامتى أنهم بيسرقو و بابا عاوز يصلح الميزانية !!!
ينقصها يعني ؟ ... أيوا ينقصها !!!


*****
أنا ما قلتلكش ؟
لا إيه ؟!؟
دا أنا سمعت أن ( .......... ) !؟!
أووو دا كتير أوي أوي أوي
أمال إيه يا عم ... دا أنت لو تعرف كل حاجة حتتجنن
و حتبوظ زيهم كمان ؟!؟
و أنت أيه اللى عرفك يا باشا ؟
أنا قال لى بابا ... لما كان بيحكي لماما إن ( .......... )
و لسه بعد كل ده أنت عاوز تصلح ؟؟؟
أيوا دا أنا حصلح يعني حصلح ؟
دا أنا حقوقى يا معلم ؟!؟
لا أنت يايظ زيهم


*****
و أنت منين بتعرف الحكومة يا باشا ؟
بعرفها يا عم بعرفها !
أنا كنت بسهر معهم في شارع الباشوات
في سوق الكبار ... أللى بيشربو فيه عصير معتق
و أنا بشوفهم في كل مكان في السوق و الدكان
و دي الحكومة يا باشا شكلها عامل أزاى ؟
دى يا عم شكلها عامل زي القطار القديم أوي أوي
الواقف من سنيين اللى مش عم يتحرك ؟؟؟
هو طويل أوي و عتيق أوي و نايم و ثابت
و لكن لما يتحرك كل حاجة تركض وراه !!!


*****
أنت رحت المدرسة يا واد ؟؟؟
أيوا يا عم .. أنت مفتكرني صايع؟
وصلت ل صف كام ...
وصلت لصف ال ..... صف ال 15 وكمان
كنت عاوز أكمل دراستى لكن بابا قال كده كفاية
لحسن خاف أني أكون عبقرى ...
دول العباقرة يهببو أوي أكثر من الحكومة


*****
أبوك بيعرف كل حاجة ...
أيوا أبوى شاطر أوى أوى و هو بيعرف
المريخ أزاى عامل !!!
أبوك !!!
أيو أبوى ...
تعال يا واد تعال
أنا ماسالتكش أبوك مين ؟
بابا ... ؟
أيوا . باباك مين ؟
باباتى هو ........
,
,
,
,
,
,
,
,
زوج ماماتي

الاثنين، 11 أبريل 2011

وطني بأبي أنت و أمي سأظل أعشقك و أحبك للأبد



كل لا معقول أصبح معقول و كل خطاء أنقلب صواب و كل من تحدث بالحق لم يسمع له و كذب في حديثه , ناس كثر لا يعجبهم إلا كلامهم و لا يقرأون و لا يسمعون إلا من على شاكلتهم و هواهم ماله هذا الزمان سلك طريق غير طريقه ، أهو من الزمان أو من أهل الزمان ، لا بل من أهل الزمان / نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا

كلمات جميله و براقه زج بها في خضم هذه التداعيات و غطى بها مفهوم الحرية ؟ للأسف صرنا لا نحب أن نستمع لهذه الكلمات ما أسواء أن تتكلم عن الحرية و الحقوق و تطالب بها و أنت لم تعطى الحقوق للأقربين إليك و لا تدرك ما هو المعنى الحقيقى للحرية و لم تعطى الحق لوطنك ، كيف تريد أن تأخذ دون أن تعطي ؟؟؟

عندما كنت صغيرا كنت لا أدرك مفهوم الأبوه و الأمومه و ما هي واجبات الأبوين و ما هي حقوقهم كذلك ، شيئا فشئ و عندما رزقنى الله بالأبناء و عرفت كيف تسهر لراحة هؤلاء الأبناء و كيف تفكر فيهم أكثر مما تفكر في نفسك ، كيف تعشقهم و تهواهم و تدمن على كل ما هم مدمنيين عليه ، كيف تلعب بتلك الألعاب التى لطالما كانت سخيفة عندي و كيف تفتح الكتب لتقراء لهم ما يحبونه
رغم عدم تقبلك لتلك الكلمات المكتوبه و عدم أستمتاعك بها مثلما تستمتع بالروايات و الكتب الأدبية و لكنك تقوم بهذه الأشياء لأنك
تعشق هؤلاء الأطفال و مستعد للتضحية بكل غالى و رخيص لهم ، حينها تدرك كم كان أبويك يعشقوك عندما كنت طفلا و للأبد.

وطنى أبي و أمي ، وطنى حياتي و مماتي وطني تراب ترعرعت على أرضه و أرض أكلت من خيرها و شربت مثلما شرب أهلى من قبلى وطنى هو كل ما أملك من حاضر و مستقبل و ماضي ، ماضي أنتهى و كان مشرف و حاضر و مستقبل مجهول. أنا طفل أحن لهذا الوطن و أفديه بكل ما أملك و لن أكبر أبدا عن حب وطنى سأضل أعشقه و سأدمن على عشقه / و عشق الوطن مسموح و مباح

أعانك الله يا وطني يا أبي و أمي على أبنائك ، تقبلنا بصدر رحب و أعفو عنا يا وطن فنحن أبنائك فإن لم تصفح عنا فمن لنا غيرك يا وطن العز و الكرامة ، من لنا غيرك ؟؟؟ من ؟ من ؟ من ؟

الوطن أكبر من مجرد أرض






سألنى والدي في يوم من الأيام أين يقع " وطنك " يا مالك ؟؟؟
فأجبته بكل بساطه و عفويه أن وطني يقع في قريتى التى أسكنها !!!
جاوبنى : إجابتك ناقصة و غير دقيقة ؟
كيف يا أبي ؟ إننى أستوطن هذه القرية ؟
أجاب :
"نعم هو يقع في قريتك التى تقع في ولايتك التى تقع في منطقتك التى تقع في بلدك الذي يقع في آسيا التى تقع في كوكب الأرض "
(واو إجابة طويلة جدا لكنها دقيقة للغاية) جاوبنى : هكذا كل من يسألك عن وطنك تعطيه جواب شافي له حتى لو كان من خارج هذا الكوكب .
عرفت لاحقا أن أسئلة من مثل هذه الشاكلة تستعمل في المقابلات الشخصية ليعرفون مدى إدراك و وعى الشخص و مدى سعة خياله

*****
الوطن ما هو الوطن ؟ تعريف الوطن كبير جدا و متشعب كتشعب أودية وطني ، بكل بساطة : هو الأرض التى تعيش عليها مدة معينة من الزمن و تتخذها مكان لسكنك و لتربية أبنائك و تنشئتهم ، و في تعريف الوطن شئ من الفلسفة فالنفس البشرية ممكن أن تكون وطن أي أن الشخص وطنه هي نفسه و يكون أكبر أنانية عندما يحب نفسه فقط فمواطنته تكون لنفسه و لا يعمل إلا على هذه الشاكله ، يكبر الوطن في ذات الشخص ليشمل المحيط الصغير الذي حوله و ثم القرية ثم المحافظة فالبلد و هكذا و كلما كبر محيط وطنه قلت الأنانية في هذا المواطن و كبر وطنه شيئا فشى ،،،
أبائنا كان وطنهم كل العالم العربي كانو يفكرون في هذا الوطن الكبير الذي يضم العرب
كلهم لذا فهم أقل أنانية منا و كم رددو و أنشدو

بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
و من نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان
فلا أحد يباعدنا و لا دين يفرقنا
لسان الضاد يجمعنا بغسان و عدنان
نحن الذين إلى الآن لم نصل للحب الذي وصل إليه آبائنا لأوطانهم آه كم عشقو التراب الذي عاشو عليه .

*****
لكل البشر أوطان يحنون أن يعودون إليها ( إن هجروها ) و يحبون السكنى فيها ( إن كانو مستقرين فيها) ، و مثلما أن للبشر أوطان كذلك للحيوانات أوطانها فهناك فصائل كثيرة من الحيوانات تعيش في محيط معين و لا تحب تعدي الحيوانات الأخرى على هذا المحيط و تدافع عن هذا المحيط بكل ما تملك من قوة ، بل تدفع عمرها ثمن للدفاع عن ذلك المحيط الذي يعد وطن لهذه الحيوانات ، لذا الوطن ليس حكرا على البشر فقط ، فصائل كثيرة من الأحياء تستوطن الأماكن التى تستطيع العيش فيها و يتيسر لها فيها سبل المعيشة و تموت خارج هذه النطاقات ، بالنسبة للحيوانات الحياة و الممات شئ آخر يطول الحديث فيه فقط أردت أن أوضح أن الوطن ليس حكرا على البشر بل هو لجميع الكائنات الحية حتى و إن لم تدرك تلك الكائنات هذا الشئ ، فالحمامة الزاجلة عند إطلاقها من مسافات طويلة عن أوطانها تطير و ترجع للوطن ، من الذي علم هذه الطيور الحنين و هل تدرك أهمية الوطن حتى تسعى له ؟؟؟

*****
أسم الوطن الذي يطلقه أبنائه عليه ترتبط قدسيته بذلك المكان لذا التقديس لأي بلدك يكون بالإسم العلم لهذا البلد و يكون تقديرنا لإسم ذلك الوطن و دفاعنا عن أسمه دفاع مطلق للإعتبارات الوطنية التى تخرج من منطلق دفاع البشر عن أوطانهم ، و مجموعة البشر التى تسكن الوطن تلتزم بعادات و تقاليد و أعراف عادة ما تكون مخصصة لذلك الوطن و تكتسب هذه التقاليد و العادات من الدين الذي تتبعه و مما ورثت من تقاليد من أهاليهم و من بيئة المجتمع و من أشياء أخرى و عادة ما تكون الأماكن البعيدة عن التمدن الحضري ملتزمة بعاداتها و تقاليدها لعدم تأثرها بالتمدن .

العادات و التقاليد و المخزون الفكري و الثقافي للوطن حتى و إن قل يعتبر موروث ثقافي و لكل وطن خصوصياته و لكل وطن مواريثه من الثقافات الفكرية التى تميزه عن غيره من الأوطان لذا يسهل التجانس بين البشر الذين ينتمون لنفس الوطن و يصعب التجانس بين البشر من المواطن المختلفة البعيدة عن بعضها البعض ، لذا إنتماء الفرد لوطن معين بعينه يحدد شاكلة هذا الفرد و فكره و ثقافته ( إن كان وطن خاص و غير متمدن ) وبناء على معرفتنا لوطن هذا الفرد نستطيع التعرف على عاداته و تقاليده و أسلوب الحياه الذين ينتهجوه ( يختلف هذا الشئ من شخص لآخر و لكن النظرة تكون عمومية ) ، أما إن كان المجتمع مدني فالوضع يكون مختلفا جدا جدا ، حيث أنه في المجتمع المدني توجد عدة ثقافات من أماكن مختلفة من العالم و هذه الثقافات تصب في بوتقة ذلك الوطن المدني لذا يكثر في العادة سكنى ذوي الوطن الواحد بالقرب من بعضهم في المدن الكبيرة بل و في بعض الأحيان يتم بناء مدينة في مدينة أي وطن في وطن الوطن الرئيسي يكون المدينة الكبري و الوطن المصغر يكون لجالية معينة كلأحياء الصينية التى تغزو العالم و يستوطنها صينيون من ثقافة واحدة .

ما الفرق بين المواطن و المتواطن و بين المواطن و السكان ؟
السكان هم مجموع الأشخاص الذين يعيشون على الأرض التى تكنى بالوطن أما الفرق بين المواطنيين و المتواطنيين يكمن في أن المواطنيين هم الأفراد الذين يعيشون في وطنهم و المتواطنيين هم الأفراد الذين نزحو من أوطان أخرى و أستوطنو في وطن آخر لذا الثقافات تكون مختلفة بين هؤلاء خصوصا و إن كان المتواطنيين من أماكن بعيدة عن الأرض التى يسكنونها.

*****
إنتماء الفرد لوطن معين حاجة إنسانية ملحة تفرضها حيثيات الحياة و للوطن حقوق و واجبات ( للسلطة التى تمثل الوطن ) و تحدد مواطنة الفرد و مدى تمسكه بوطنة بهذه الواجبات التى يفرضها عليه إلتزامه و ولائه للوطن أتمنى أن ندرك ما هي حقوقنا لوطننا و واجباتنا نحوه و ندرك كذلك حقوق الوطن علينا ، الوطن أكبر من مجرد أرض هو كل ما قلته سابقا و زيادة أنه روح العالم أنه كل شئ بنى عليه ثقافة أنه الوطن

*****

" قديما ًكان لي وطنٌ و أهلٌ
و كنت أنام في أحضان أمي
فهدمت الحروب جدار بيتي
و هان على بني الإسلام دمي
رأيت أبي يجرجر بالقيود
و ما من حيلةٍ غير البكاء
و أمي حينما نظرت إلينا
و فاضت روحها نحو السماء
أعيش بخيمةٍ لاشيء فيها
سوى الأحزان و الذكرى الأليمة
و أذكر حينما فارقت أختي
و صارت عند أعدائي غنيمة "

منقول من دماغي بتصرف من الكيبورد و مقتبسات فكرية و شعرية