الاثنين، 12 ديسمبر 2011

شوارع حمراء





كانو متأخرين خارجون لمآربهم و لكلياتهم طلاب في عمر الزهور طلاب في ربيع عمرهم شباب ، صار و قدر الله ما صار توفى الأول مباشرة و لحقه الآخر بعد أربعة أيام ، رحمكم الله و غفر لكم و تجاوز عنكم و حفظ شباب هذا البلد بإذن الله تعالى .




في اليوم الذي يليه كذلك كان هناك موت على الطرقات من رجل في منتصف العمر ربما في نهاية الأربعينات و مقتبل الخمسينات ، موت من حادث سير آخر ، خلف أطفال خلفه و ترك الدنيا بلا رجعه رحمه الله و غفر له .





قال " شيعناهم .. دفناهم خمسة أشخاص من قرية واحدة والطفلة ريم ستسال أمها كثيرا الليلة قبل أن تنام عن حضن بيها " رضا أحمد





هناك خمسة و هما إثنين و تبعهم ثالث ، و في مكان آخر عائلة بأكملها رجالآ نساء و تستمر المآسي و الحكومة تحسب الحالآت دون إيجاد حلول جذرية للموت على الطرقات ، هذه الشوارع أصبحت حمراء من الدماء التى تشربتها ، دماء طاهرة كانت تستشعر الحياه و تطلبها ، دماء كتب لها الموت بهذه الطريقة فرحمك الله يا تلك الأرواح .




رحم الله كل الأرواح الطاهرة ، و كل الأرواح الأخرى التى ستذهب تباعا بعد هذه التدوينة من شرور الشوارع ، لآ أريد أن أنقل هذه التدوينة للجانب العلمي و الإحصائي الذي سيبين لنا أرقام مخيفة جدا للوفيات في البلد جراء الحوادث ، لا بد أن نعرف جذور المشكلة و نوجد حلول لها ، مهما كانت الحلول شديدة على المواطن لآ بد له من تطبيقها ، بالتأكيد أسباب الحوادث كثيرة كذلك و منها بشرية و تخطيطية ، و تصميم الشوارع يدخل في نفس المسار و نفسية السائق و ... الخ




الحديث عن الحوادث لا ينتهى بتاتا في بلدنا ، و الوفيات منه لا تتوقف ... أجلس مع نفسى و أفكر كثيرا في مثل هذه الأمور و أفكر لإيجاد حل لها فماذا لو كنت ؟




أبعد الله الشرو عم كل من يقراء هذه التدوينة و كل من لم يقرائها كذلك و لكن تخيل ماذا لو كنت ؟ ضع نفسك في التخيل التالى و ماذا لو كنت ؟




ماذا لو كنت ( أب ) للمتوفى من حادث مركبة



ماذا لو كنت ( أخ ) للمتوفى من حادث مركبة ؟



ماذا لو كنت ( عم ) للمتوفى من حادث مركبة ؟



ماذا لو كنت ( خال ) للمتوفى من حادث مركبة ؟



ماذا لو كنت ( نسيب ) للمتوفى من حادث مركبة ؟





ماذا لو كنت و ماذا لو كنت ؟




المتوفون الذين تركونا ذهبو و أخذو جزء من أرواحنا و جزء من سعادتنا معهم ، علقونا بالفكر ، بالتأكيد الحياة من بعدهم أختلفت لنا و لكل من يمت لهم بصلة ، ماذا لو كان هؤلاء يمتون لك بصلة ؟ كيف ستكون الحياه من بعدهم ؟ يذهبون و يخلفون من ورائهم آباء و آمهات و أطفال و زوجات ، يتيتم الأطفال و تترمل الزوجات و يختلف المجتمع برحيلهم و تضهر الإشكاليات الإجتماعية ، فتخيل معى اليوم ماذا لو كنت قبل أن تشغل محرك سيارتك ، تخيل ماذا لو كنت ، اليوم هم و لربما نحن غدا و الله أعلم ، خذ إحتياطاتك الكاملة و تحزم بحزام الأمان فليس عيبا أن تضعه و تخيل أن هناك عائلة لا تريدك أن تغيب عنها للأبد ، تخيل هذا الشئ.




رغم كل الملايين التى تصرف على البنية التحتية و بالذات الشوارع و المناقصات التى نسمعها تقام دوما في البلد إلا أن كل هذا لا يعود على أرض الواقع بشئ ملموس لا زالت الحوادث تتكرر بطريقة أو بأخرى في أرجاء ، العمر الإفتراضي في الدول المتقدمة يصل إلى 60 سنة أما في عمان فالعمر الإفتراضي يعتمد على عدة متغيرات و هي :



المكان الذي تعيش فيه ( طبيعة المكان ) و نوعية الشوارع التىتوصلك لهذا المكان ، نفسيتك و حالتك العامة عند قيادتك للسيارة ، تصميم الشارع الذي تستعمله دوما ، نوعية السيارة التى تقودها و عمر إطاراتها ، عدد الراكبين معك في السيارة و مدى تأثيرهم على نفسية السائق ، مدى الإزدحام في الشوارع التى تعيش بالقرب منها و كل ما يخص المركبات و السيارات يؤثر بطريقة أو بأخرى بعمرك الإفتراضي .



فلنبداء بمحاربة هذا السيل الجارف الذي يغير لون الإسفلت للون الأحمر محاربة شعواء ، فلنبداء من اليوم ، أبداء بنفسك و بعائلتك أربط حزام الأمان و تأكد من صلاحية مركبتك و من نفسيتك عندما تستعمل المركبة ، قد بحذر و تجنب القيادة في وقت الإرهاق ، إن كنت متعبا توقف على جنب و خذ لك قسط من الراحة ( ما عيب يا أخوان و أنا دايما أسويها ) ، لا تحمل السيارة بمجموعة كبيرة من الأطفال علشان ما تنفجر ، حول دائما أن تستعمل النظارة ( إن كنت ضعيف النظر ، لا تكابر و تعاند و تماري في قيادتك للمركبات و تعصب في الشارع ، دعونا نبداء اليوم و نوقف هذا السيل الأحمر ، دعونا نبداء .



___________________________________



بعد كتابة هذه التدوينة توفى 6 أشخاص في حادث واحد ، و تلاهم أربعة أشخاص في حادث آخر و وفيات فردية كثيرة متوزعة على البلد .



هل تعلم : في الفترة من 2000 إلى 2010 بلغ عد شهداء فلسطين 6435 شهيد بينما بلغ عدد وفيات الحواث في سلطنة عمان 7676 أي أن المتوفون جراء الحوادث يزيدون عن المتوفون في فلسطين بمقدار 1241 شخص !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.